مع عبد الرحمان الخليفي المدير العام لفرع كوفيزيوني اندريا بالقيروان :” الاستثمار لا يحب الاراضي الملتهبة و هذه مفاتيح النجاح في التسيير “
جالسه : الحبيب العرفاوي
عبد الرحمان الخليفي المدير العام المشرف على فرع شركة كوفيزيوني اندريا القيروان المختصة في صناعة اغطية السيارات واحد من الكفاءات التونسية التي يشهد له القاصي و الداني بالكفاءة و التواضع و السيرة الذاتية المفعمة باكثر من محطة مهنية و التدرج في الرتب و الخبرة في قطاع النسيج .. لتتوّج هذه المسيرة بالاشرف على هذا الفرع العملاق في مدينة القيروان الذي يؤمه اكثر من 220 عاملا و عاملة بضمانات اجتماعية و حقوق مهنية مستوفاة
عبد الرحمان الخليفي خريج مركز التكوين المهني بالدندان وهو اب لعائلة تنحو منحى النجاح سلوكا و اخلاقا و دراسة وهو من نشطاء المجتمع المدني في القيروان وعضو مجلس بلدي سابق عن قائمة مستقلّة ترأسها و توفق بها …
في هذا الحوار يؤخذنا عبد الرحمان الخليفي الى رؤي مختلفة تجمع بين المهني و الوطني و الجهوي و الشخصي فكان اللقاء لذيذا مكتنزا و كان المحتوى كما يلي :
-اولا لو نتحدث عن هذه الشركة و استقرارها في مدينة القيروان ؟
- هي من الشركات العملاقة في العالم مؤسسها عائلة اندريا انطلقت اولى لبناتها بآلتين للخياطة حيث كانت الفكرة متأتية من ملاحظة السيارات و قد غطتها الاتربة فكان التصوّر هو ايجاد اغطية لوسائل النقل لحمايتها ثم تطورت الفكرة لتكون عملية الاكساء خارجيا و داخليا .
حيث احتفلت هذه العائلة منذ ثلاثة اشهر بخمسين سنة على تأسيسها . علما و ان لها سبعة فروع على مستوى عالمي منها اثنين في المكسيك و ثالثة في صربيا و رابعة في رومانيا و خامسة في بوليفيا و سادسة في امريكا و الشركة الام هي في ايطاليا .
– قبل الخوض في غمار الحديث عن الاستثمار دعنا نتعرّف اكثر على عبد الرحمان الخليفي ؟
- عبد الرحمان الخليفي من مواليد 1970اصيل مدينة القيروان خريج مركز التكوين المهني في الدندان دفعة1991 انطلقت المسيرة من خلال عذة مصانع و شركات .اولى المحطات كانت مع اسم “سي حافظ العلاني” ثم تنقلت الى الساحل اين تنتصب المصانع المختصة في النسيج لتكون التجربة متوزعة على عدة شركات كبرى و اسماء معتبرة في القطاع . و التحاقي بهذه الشركة كانت من خلال اعلان نزّل في الغرض تقدمت اليه و قابلت المسؤول الاول السيد نعمان بوعافية -اذكره بخير – و من هناك بدأت هذه الرحلة و التي قوامها الزمني الى حد الان في حدود 9 سنوات .
-و لماذا تم تعيين عبد الرحمان الخليفي مديرا عاما لهذا الفرع و على اي أساس ؟
- القاعدة عندي و التي اؤمن بها تتمثل في كون نجاحك في اي مهمة او وصولك لاي منصب لا يكون الا بالتدرج الوظيفي
فالمحاباة و المحسوبية لا يمكن ان تصنع منك مسؤولا ناجحا . و هذا ما ينطبق عليا . و بناء عليه لا يمكن بالمرة ان تمرّ عليا اي شاردة او واردة فيما يهم ّ تفصيلات العمل و سلسلته الانتاجية على اعتبار المامي التام بكل تفاصيل العمل و مجرياته . و قد تعودت على القيام باجتماع دوري مع روؤساء العملة و معالجة كل الاخلالات و ايجاد الحلول السريعة و العاجلة .
الحقيقة اني امارس مهنتي بكثيرا من الشغف و الغرام و المحبة وقدومي الى الفرع للعمل يكون قبل العملة و خروجي منه يكون بعد خروج العملة و لا اغادره الا و قد اطلعت على كل ما فيه ووضعت كل شيء في اطاره .
كما انه لا تتوقف منهجية عملي عند هذه القيم بل تتعدّى ذلك الى ما هو أهم في اعتقادي . اذ لزم القول ان كل المؤجرين اذكياء , فالمعلوم عندنا ان هناك منافسات شريفة بين العملة و الاطارات في اي شركة كانت و ربما قد تتحول هذه المنافسة الشريفة الى خبيثة قوامها ” الكنبنة ” و محاولة تقزيم شخص ما لاخر للظهور و البروز …. بناء عليه فان المسؤول وجب عليه النزول الى الميدان و ترك الكراسي و المكاتب الى شؤون اخرى .. فالاحتكاك بالعملة شراعي و العمل معهم قلاعي و الاطلاع عن كثب على مجريات العمل و احيانا كثيرا اشتغل معهم سفينة التي ابحر عليها … فالعلاقة هنا بين العملة و المسؤول افقية وهذا نفعنا في بناء مناخ مهني سليم و جنّبنا الوقوع في الاخطاء من حيث الانتاج و مواصفاته
-ما دمنا نتحدث عن اجواء العمل داخل هذا الفضاء . نودّ لو تمكننا من بسطة حول واقع الفرع و صيرورته التاريخية ؟
- الحقيقة هذا الفرع ليس بمنأى عن بقية الفروع . و لكن لهذا الفرع خصوصيات تتلخص في ثلاثة مراحل اساسية وهي :
1/ ما قبل الكورونا : حيث كنّا نشتغل بطاقة استيعاب بين 60 و 70 عاملا و بلغنا الى مرحلة اشتدت فيها المنافسة و الضغط مع غلاء الاقمشة – المواد الاولية- مما دفع اصحابه الى التفكير في اغلاقه و كاد ان يكون مصيره هكذا
2/ وفي زمن الكورونا : تقريبا كل الشركات لا تشتغل . بيد اننا لنا ميزة خاصة كون نوع القماش الذي نشتغل به TNTهو مطابق لمواصفات الحماية من الفيروس . و بدأنا العمل على صناعة الملابس الطبية ” البلوزة ” و ” الكونبنيزون ” و بعثنا نماذج الى ايطاليا حيث نال المنتوج اعجابهم . و انطلقنا في العمل على ذاك عبر السوقين :خارجيا و محلّيا بعد حصولنا على التراخيص اللازمة . و ابان شهر و نيف ظفرنا باسوا ق خارجية مهمة مما اجبرنا على رفع طاقة استيعاب المصنع الى حدود 300 عاملا و عاملة كما شغلنا معنا ما يقارب عن 18 مؤسسة كانت مغلقة
3/ ما بعد كورونا : على اعتبار الطلبيات المرتفعة في زمن الكورونا اشتغلت مصلحة الشراءات على شراء القماش المطابق للمواصفات العالمية بكميات كبرى . و مع انتهاء الفيروس عدنا الى نشاطنا الاساسي وهو اغطية السيارات الامر الذي جعلنا في مؤاخذة و حيرة حول التصرّف في مخزون كمية القماش المخصص للكورونا و الذي ظل مثقلا لكاهل الشركة دون ان يقع التصرّف فيه . وهو من الاشكاليات البارزة الذي ظلت عالقة و نتتظر في ردّ السلطات الديوانية في ايجاد حلّ لبيعه محلّيا او التصرّف فيه خاصة و ان مدة الصلوحية له مرتبطة بمدة محدودة .
-و انت ابن القطاع اي رؤية تحملها عن واقعه و مستقبله ؟
- ما يمكن الاقرار به ان قطاع النسيج عرف فترة ازدهار قصوى على مدى ثلاثة عقود امتدت من بداية السبعينات الى اواخر التسعينات حيث حطم القطاع كل الارقام القياسية من حيث نسبة التصدير و تحقيق فائض على مستوى الميزان التجاري و طاقة تشغيلية كبيرة فضلا عن انعاش خزينة الدولة من العملة الاجنبية . و بعد ذلك اتت عليه المرحلة الثانية وهي مرحلة التدخل الصيني حيث كان الاتحاد الاوروبي يمنح حصته لتونس لتحضير منتوجات النسيج الصيفية خلال فصل الشتاء و المنتوجات الشتوية خلال فصل الصيف مع اقرار شهر يفصل بين الفترتين يمسى بشهر التغيير .. و بتدخل الصينيون في المجال قاموا بقلب الموازين من خلال تجهيز المنتوجات الشتوية و الصيفية في موسم واحد مما اثرّ على مردودية المعامل المنتصبة خاصة في تونس و تقلّصت فاعليتها . اما المرحلة الحالية تعد من المراحل الصعبة من خلال تدني الانتاجية نظرا لعدة صعوبات تتعلّق بالاسواق الخارجية و اشتداد المنافسة و سهولة الاستثمار في بلدان شقيقة عكس ما نعيشه في بلدنا من بيروقرطية اضرّت بالقطاع على اكثر من مستوى .
-استغل وجودك و انت الناشط في المجتمع المدني “القروي” ان تمدّنا بفكرة عامة عن واقع التنمية في مدينة الاغالبة ؟
- منذ عشر سنوات تقريبا ظلت المشاريع التنموية في ولايتنا و التي يفوق عددها مئة مشروع ظلت تراوح مكانها تحت رداء ” قيد الانجاز ” و لكم في طريق الكليّة و الفسقية و مستشفى سلمان خير دليل على ذلك . و تعد تعلّات عدم الانجاز لاسباب فيها نوع من المقبولية و اغلبها واهية غير مفهومة .
-و ماذا عن المنطقية الصناعية في القيروان ؟
- الحقيقة تقال ان المنطقة مهيئة من حيث البنية التحتية . يبقى الاشكال ان هناك محلات و مصانع مغلقة لم يقع استغلالها و تحوّلت الى خرب متآكلة . و التي لابد من استغلالها و ايجاد حلول لها لما تمثله من افساد لمظهر المنطفة الصناعية
-عائليا عبد الرحمان الخليفي كربّ أسرة ماذا يمكن ان نعرف عنه ؟
- غبد الرحمان الخليفي له ابنة في الجامعة و اخرى نجحت الباكالوريا العام الفارط و اخرى سنة سادسة ابتدائي و الحرم المصون تشتغل معي . لا اخفي عليك انني في البيت غالبا ما اقوم باجتماعات عائلية على كل المصاريف و الدراسة و غيرها و معالجة كل الضروريات فضلا عن كوني غالبا القي بمشاكلي و الضغط النفسي الذي اعيشه جرّاء العمل خارج اسوار البيت -مع الاصدقاء في المقهى …- قبل ولوجه . من جانب اخر طلقت العمل السياسي و البلدي على اعتبار ما اضحى عليه من مساوئ . بيد اني اظل كغيري من الغيورين اساعد بلدي من باب الواجب و المسؤولية من اي مكانا كنت فيه يعيدا عن ضروب المشاحنات و المطارحات
-من له الفضل على عبد الرحمان الخليفي ؟
- رضاية الله و الوالدة و ساعدي , فقد وصلت الى مرحلة انام على كرذونة من اجل العمل زمن الكورونا .
-اترك لك كلمة ختام :
- بالطبع ارجو الاستقرار لبلدي و التقدّم و الاستقرار السياسي حتما يمنح المستثمر الاجنبي رغبة على القدوم على اعتبار ان الاستمثار لا يحب الاراضي المشتعلة و الملتهبة