معلّم يروي حكاية تلميذ “دمّرته ” أمه
اخبار تونس :
كتب المعلم طارق القلعي ما يلي :
جاءتني أمه في بداية السنة الدراسية وقالت لي :لقد قررت ان يترشح ابني لمناظرة النموذجي..قلت لها بكل لطف:
دعيه كما هو..ابنك تلميذ عادي جدا ولا يعني له هذا النموذجي شيئا..ولا يمكنه العمل تحت الضغط العالي… وتكوينه منذ البداية لايسمح له بخوض هذه التجربة…
قلت لها سنشتغل هذا العام على بناء الثقة ونتدرب على التقاط المعلومة وشيء من التحليل …
أصرت على تسجيله…ومر العام .وفي كل مرة كانت تذكرني انه ..وأنه..وأنه..
قبل موعد المناظرة بأسبوع دعوتها الى المدرسة وطلبت ان تسمح لابنها بالتغيب عن المناظرة لأنه صرح لي بعدم رغبته..
وكالعادة أصرت على موقفها وقالت ليس فلان وفلانة أفضل منه…
اليوم اعترضتني في هذا( الغرغور) ..بادرتها بالتحية..ردت بحياء وخجل…لم أسألها عن ابنها لأني أعرف حجم الكارثة ..قالت متلعثمة:
سامحني سيدي طارق ماسمعتش كلامك…إنه لم يغادر المنزل منذ وصلت الارسالية..يبدو انه الأضعف على الإطلاق…
عجزت عن النظر إليها وقلت لها اسبقيني ..وقولي له إني انتظره .. دقائق قليلة وكان الصغير ضحية امه والمنظومة أمامي..
حاولت أن ارمم كيانه المنهد ونفسيته المبعثرة …تحدثنا طويلا…وعندما ودعته نظر الى وقال نحبك سيدي..
أيتها الأمهات..مهلا على أبنائكن…التعليم تربية على النجاح والحياة..التعليم تربية على معرفة مقدراتنا الذاتية..وليس تربية على التفاخر واستعراض العضلات..