ليضمن النزاهة وعدم «الترافيك» وبحثا عن الانضباط : قيس سعيد يكلف المؤسسة العسكرية بإنجاز المشاريع
من بين ما لفت الانتباه اليوم خلال تقديم مشروع المدينة الصحية بالاغالبة والاعلان عن نهاية المرحلة الاولى أي اعداد الدراسات والانتقال الى المرحلة الثانية هو ان كامل اللجنة تقريبا عسكريين بل ان كل مراحل العمل تولته اجهزة تابعة للمؤسسة العسكرية وهي الادارة العامة للصحة العسكرية والادارة العامة للهندسة العسكرية والادارة العامة للأشغال العسكرية مع ممثل وحيد من الحكومة يتبع وزارة املاك الدولة والشؤون العقارية.
السؤال هنا : لماذا أوكل رئيس الجمهورية انجاز مشروع المدينة الصحية الاغالبة بالقيروان الى المؤسسة العسكرية ؟
هذا السؤال مهم جدا لأنه يحيلنا مباشرة الى عدة معطيات علينا ان نضعها في الاعتبار لنفهم ذلك.
اولها ان الفساد استشرى في البلاد وبات كل مشروع ينجز يتحول الى مجال للنهب والاستغلال وعوض ان تصرف الجهود في استكماله فان الوقت سيضيع في التدقيقات وشبهات الفساد وهي ستحصل لو اوكل الامر لطرف آخر خاصة لو فتحت مناقصات عامة وقدمت عروض حينها ستبدأ المفاوضات تحت الطاولة «ووكلني وانوكلك».
الأمر الثاني ان تكليف المؤسسة العسكرية بهذا المشروع الضخم يهدف لإخراجه من التجاذبات السياسية وتحويله الى مشروع هذا الحزب او ذاك.
الامر الثالث ان رئيس للجمهورية يبحث عن الاتقان والانضباط في العمل وهذا شرط لن يجده متوفرا في ظل هذه الظروف الا لدى المؤسسة العسكرية.