' defer='defer ' defer='defer

كيف نحمي أطفالنا من وحوش بلا رحمة؟

تونس – الجرأة نيوز  

في زمنٍ أصبح فيه الخطر يتربص بالأطفال في كل زاوية، بين جدار الروضة أو عند بائع الحلوى، باتت التربية ليست فقط درسًا في الأخلاق والقيم، بل صارت درعًا واقيًا من واقع مرعب يفرض نفسه علينا.

التربية على الحذر ليست زرعًا للخوف، لكنها وسيلة لحماية البراءة من وحوش لا ترحم. من كان يصدق أن أطفالًا في عمر الزهور، ست سنوات وأربع سنوات، سيصبحون ضحايا اغتصاب وقتل؟ من كان يعتقد أن الأماكن التي من المفترض أن تكون آمنة ستتحول إلى مسرح لجرائم وحشية؟

اليوم، لم يعد يكفي أن نعلم أطفالنا الأدب والاحترام، بل يجب أن نعلمهم كيف يحافظون على أجسادهم، كيف يرفضون اللمسات المشبوهة، كيف يهربون، كيف يصرخون، وكيف يخبروننا دون خوف. علينا أن نكون حذرين، أن نراقب تصرفاتهم، أن نفسر لهم بطريقة تناسب أعمارهم دون أن نرعبهم.

الخوف ليس الحل، لكنه جرس إنذار لا يجب أن نتجاهله. أطفالنا في خطر، والخطر يأتي غالبًا من القريب قبل البعيد. حماية الطفل لا تعني فقط منعه من الذهاب مع الغرباء، بل أن نزرع فيه وعيًا يحميه حتى من “المألوفين”.

كم من مرة سمعنا عن متحرش كان جارًا، قريبًا، صديقًا للعائلة؟ كم من طفل لم يتحدث لأنه لم يفهم ما يحدث له أو لأنه خاف من العقاب؟

اليوم وأكثر من أي وقت مضى، علينا أن نكون درعًا لأطفالنا، أن نحميهم بالمعرفة، بالحوار، وبأن نكون نحن ملاذهم الأول والأخير. لأن الثقة العمياء لم تعد خيارًا، ولأن الوحوش البشرية صارت أكثر جرأة في مجتمع لا يزال يدفن رأسه في الرمال.

حماية الأطفال ليست خيارًا، بل واجب، فلنؤدِّه كما يجب.

' defer='defer ' defer='defer ' defer='defer ' defer='defer