كواليس السياسة: حقيقة ما يدور في المكاتب المغلقة من تفاهمات موازية حول رئيس الحكومة… وقيادات نهضوية غاضبة
نعود الى مسألة اختيار رئيس حكومة جديد حيث انقلب الوضع مرة واحدة فبينما تسعى النهضة لبناء تحالف ائتلافي قوي فان هناك من بات يجري اجتماعات موازية في الخفاء لاقناع عديد الاطراف بأن يتم التخلي عن فكرة رئيس حكومة من النهضة واختيار شخصية من خارجها لتتولى هذا المنصب المهم والذي يعتبر السلطة الفعلية في البلاد.
هذا الامر كتبنا عنه قبل حين لكن وصلتنا معطيات جديدة تفيد بان الامر تجاوز مجرد افكار تطرح هنا وهناك وباتت اطراف تتعامل مع الملف وكأنه مفصول فيه.
السؤال هنا: هل ان النهضة مستعدة للقبول بهذا السيناريو.
ثم ما هو موقفها الفعلي وهل عبرت عنه؟
بالنسبة لحركة النهضة وفق المعطيات التي عندنا فإنها مصرة كون رئيس الحكومة سيكون منها وهذا التزام امام ناخبيها الذين صوتوا لها.
المعطى الثاني لرفضها هو انها لم تعد مستعدة لتقديم تنازلات للأطراف المعارضة من اجل ارضائها في حين انها لن ترض عنها ولن تتهادن وان حققت لها مطلبها فانها ستطلب المزيد.
امر ثالث وهو ان النهضة مصرة كونها مستعدة للانتقال الى اعادة الانتخابات على فرض شروط عليها تفسد علاقتها بناخبيها وقواعدها خاصة بعد ان استعادت ثقتهم.
بالنسبة لموقف القيادات فان هناك حالة غضب مما يدور في الزوايا من تفاهمات تقدم كونها اقتراحات وآخرها ما يطرح من البعض فيما سمي العودة لاتفاق قرطاج 2 أي ان هناك من يريد ارجاع الزمن الى الوراء والعودة الى مقترح الباجي قائد السبسي أي وثيقة قرطاج 1 و 2 ثم اختيار رئيس حكومة محايد .
هذا الامر ترى فيه النهضة محاولة لتوريطها وسحب البساط من تحت اقدامها وتواصل الوضع كما هو الآن وهو ما سيؤدي حتما لتآكل شعبيتها لدى قواعدها.
محمد عبد المؤمن