كواليس السياسة: جماعة المائة في النهضة يعدون لتحرك ضد الغنوشي بعد استنفاذ كل وسائل الاقناع

تونس – الجرأة نيوز: محمد عبد المؤمن

يعتقد البعض ان عريضة او لائحة المائة المعارضين للغنوشي من قيادات النهضة من المستويين المركزي والجهوي انتهت وحسم فيها الامر بعد تلك الرسالة من رئيس الحركة الحالي والتي جاءت في اسلوب رأى فيه البعض كونه تحد لهم .

ما حصل بعد اللائحة ورد الغنوشي هو انقسام في النهضة بين من يرون انفسهم الديمقراطيين الذين لن يقبلوا بحركة من اجل رئيس وشق آخر يرون انهم الواقعيين الذين يحذرون من ان ازاحة الغنوشي وعدم تعديل القانون الداخلي لمواصلة رئاسته للحركة قد يؤدي الى تفككها وهم يطرحون هنا سيناريو نداء تونس بعد ان غادره الباجي قائد السبسي.

هذا التبرير ترفضه جماع المائة والتي لم تعد مائة بل تزايدت وترى انه مجرد شماعة من البعض ليحافظوا على مواقعه ومصالحهم في حزب يعتبر المسيطر على نفاصل الدولة.

بالنسبة للغنوشي فانه من اصحاب التوجه الذي يرى ان ابقاء الحركة متينة وقوية تستلزم التنازل بعض الشيء عن الديمقراطية ومواصلته قيادتها وهي نظرة استعلائية يرى صاحبها كونه الوحيد القادر على حماية الحزب والحركة والبيت النهضاوي من التفكك.

علينا هنا ان نرجع لما قاله عماد الحمامي امس على الوطنية وتحديدا جملته ” من يرون انهم اصحاب القرار في النهضة” وهو يقصد هنا الغنوشي ومن يقفون معه وخاصة عبد الكريم الهاروني ونورالدين البحيري وعماد الخميري ورفيق عبد السلام .

ما يدور حاليا في النهضة لم يعد مجرد  تذمرات ودعوات للغنوشي ليتراجع عن قراراته بالترشح لرئاسة جديدة للحركة بل ان المعارضين الذين يرون انفسهم فريق التصحيح والاصلاح الحقيقي مقتنعون كون الوقت يتطلب تحركا حاسما .

السؤال هنا ما هي الخطوة او الخطوات التي يزمع هذا الفريق القيام بها؟

قبل هذا هناك سؤال آخر مهم وهو هل ان التحرك سيكون قبل عقد المؤتمر القادم للحركة ام بعده؟

الاغلب ان التحرك سيكون سابقا للمؤتمر وقد يكون من قبل لجنة العداد المضموني خاصة وانها تحوي عدة  قيادات من فريق المائة .

لكن المواجهة الحقيقية ستكون خلال المؤتمر 11 الذي لن يكون عاديا ويمكن بلا مبالغة اعتباره المؤتمر الاهم في تاريخ الحركة لأنه سيحدد بقاء الحركة او تفككها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى