كواليس السياسة: النهضة طرحت طلباتها لحلفائها المفترضين في الحكومة الجديدة في 3 محاور وتباين في الردود
رغم ان الامر يتم بعيدا عن الاعلام الا اننا توصلنا الى بعض المعطيات حول المشاورات او بالأصح المفاوضات التي تقوم بها حركة النهضة قبل تشكيل الحكومة الجديدة.
بالنسبة للحركة فانها تركز على ثلاث محاور في اتصالاتها مع الاطراف التي حددت ان المفاوضات معها ستكون جدية وبناءة .
المحور الاول تحت عنوان البرنامج الحكومي والاولويات.
الثاني تحديد من سيشارك في الحكومة ويلتزم ببرنامجها ودعمه.
الثالث شخصية رئيس الحكومة الذي سيتم اختياره.
بالنسبة للمشاورات فهي في مرحلتها الاولى أي انها مشاورات اولية لبناء موقف متكامل.
هنا علينا ان نقسم المواقف الى ثلاثة فهناك من الاطراف من هو مصر على المشاركة في الائتلاف وبالتالي في الحكومة ونيل حقائب وزارية وهو ائتلاف الكرامة .
هناك ايضا من يشترط للمشاركة في الحكومة والائتلاف نيل صلاحيات مرتبطة بمحاربة الفساد لكنه في نفس الوقت يضمن حتى في صورة عدم الحصول على حقائب وزارية بان يصوت للحكومة الجديدة لكن على ان يكون دعمه ليس شيكا على بياض بل دعم لفترة محددة وبعدها تحصل مراجعة ونقصد هنا التيار الديمقراطي .
هناك اطراف اخرى ليس مضمونا ان تدعم الحكومة لو لم تشارك فيها وهي حزب الشعب وتحيا تونس .
لكن اضافة الى هذا فان النهضة بصدد التواصل مع اطراف اخرى تسعى لدعمها خاصة في ملف البرنامج الحكومي ونقصد هنا اتحاد الشغل ومنظمة الاعراف حيث انها تلقت تطمينات ومقترحات.
البرنامج الحكومي
هذا الملف رغم انه يوضع ثانيا في الاهتمام من قبل الاعلام والرأي العام حيث ان الجميع يركز على شخص رئيس الحكومة فانه في الاصل الملف او المحور الاهم حيث ان النهضة قسمته الى عناوين كبرى هي :
التشغيل
التنمية العادلة والمتوازنة
مقاومة الفساد وانفاذ القانون
ضمان الامن والاستقرار
تأمين العيش الكريم وتحسين المقدرة الشرائية للمواطن.
هذه النقاط هي عناوين كبرى سيقع تفصيلها وتفرعها الى ملفات مفعلة على ارض الواقع .
ففي مسألة محاربة الفساد فان الحكومة الجديدة التي ستكون نهضوية ائتلافية ستسعى للدخول في حرب سريعة ومؤثرة ولها صدى لدى الرأي العام وهذا الملف سيتم التفاوض فيه مع رئيس الجمهورية ليضطلع فيه بدور نظرا لما له من كاريزما لدى الشعب وايضا لإعطاء دور لمجلس الامن القومي.
في خصوص مسألة التنمية فان الحكومة ستعمل على فتح عديد الملفات الحيوية منها ملف الفسفاط والحوض المنجمي والتدقيق في عقود النفط والثروات الطبيعية عموما وفق معادلة التهدئة الاجتماعية مقابل التنمية والمشاريع.
لكن ما يقلق النهضة حاليا هو كيفية التعاطي من جهتين الاول هو الاعلام حيث انها لا تريد سيناريو مماثل لما حصل للترويكا.
والجهة الثانية هي المعارضة حيث انها ستتجنب الصدام معها وتحاول ان تكون المعارضة في مجلس النواب بناءة ومحصورة في الملفات الاقتصادية والاجتماعية دون خلق حالة استقطاب ايديولوجي او سياسي.
محمد عبد المؤمن