كواليس السياسة: القروي غاضب من الغنوشي وقلب تونس لا يريد التيار في الحكومة والجملي في “ورطة”…
تتواتر الاخبار في الايام الاخيرة حول اللقاءات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مع الاحزاب والاطراف المعنية بالحكومة وتشكيلها او مساندتها المنتظرة في مجلس نواب الشعب.
لكن جل ما ينشر ويقال كون هذه الاطراف استمعت الى الجملي واستمع اليها وعبرت له عن تصورها للبرنامج الحكومي .
بل اكثر من هذا فالجميع يؤكد كونه لم يطرح مطلقا مسألة الشخصيات المرشحة لنيل الوزارات ولا تعرض للتشكيلة في حد ذاتها.
مثل هذا الكلام قد نقبله لكن على مضض ودون هضمه لان المشاورات التي تدور حاليا والمعركة القائمة هي بالاساس حول الحكومة وتشكيلتها ومن هي الاطراف التي ستشارك فيها بالتالي لا نظن ان الجملي وهذا الطرف او ذاك يتحدثون لساعات حول ضرورة الخروج من الفقر وتحريك عجلة الاقتصاد فهذه اهداف يجمع عليها الكل ولا تتطلب ساعات من النقاش ليقنع بها رئيس الحكومة المكلف هذا الحزب او ذاك.
النهضة وقلب تونس
بعد ما تسرب عن تحالف او تفاهم بين النهضة وقلب تونس خاصة بعد التصويت لصالح راشد الغنوشي في البرلمان لنيل منصب الرئيس فيه ووصول الامر الى تبرير ذلك من قبل قيادات في النهضة تعدل الحركة موقفها وتعلن صراحة على لسان رئيسها كون قلب تونس لن يكون في الحكومة ولا في السلطة .
هذا الموقف اعتبره نبيل القروي عملية خداع تعرض لها رغم ان الغنوشي لم يعده بان يكونوا في الحكومة بل اكد له خلال لقائه به قبل التصويت في مجلس نواب الشعب كونه سيعرض الامر على مجلس الشورى وهو من يقرر.
ربما كان خطأ القروي وقلب تونس انهم تصورا ان الغنوشي يمتلك كمل خيوط اللعبة في النهضة وهو قادر على فرض التحالف مع قلب تونس لكنهم تناسوا كونه هو نفسه ليس متحمسا لهذا التوافق لانه يدرك كون الحركة ستدفع ثمنه باهظا لو حصل.
القروي علق على هذا بقوله انهم يتفاوضون مع رئيس الحكومة الحبيب الجملي وليس مع النهضة وهي ردة فعل على رفضه الصريح هذه المرة لكن مع هذا فالقروي لا يستطيع او لا يحبذ التصعيد اكثر وهو يدرك ان حرب الملفات لن تكون لصالحه.
التيار وقلب تونس
من بين السيناريوهات التي لا يحبذها حزب قلب تونس هي دخول التيار الديمقراطي للحكومة واكثر ما يخشاه هو تسلمه لوزارة العدل وهو موقف مبرر ومفهوم فالتيار الديمقراطي وعد بحرب بلا رحمة ضد الفساد والفاسدين وكل من تورط مهما كان بدون استثناءات.
من هنا يمكن ان نعتبر ان هناك “ورطة” حقيقية يعيشها الجملي فهو من ناحية يريد ضم التيار لحكومته ومن ناحية اخرى فان هناك 33 صوتا في المجلس لا يريد ان تضيع عليه حتى لا تكون حكومته هشة وضعيفة
محمد عبد المؤمن