كواليس السياسة : أصوات الحكمة تتحرك داخل النهضة ودفع نحو مراجعات هامة …التفاصيل

تونس – الجرأة نيوز:

تتعرض في الفترة الاخيرة حركة النهضة الى ضغوط كبيرة ان كانت اعلامية ام لدى الرأي العام او في الساحة السياسية.

النهضة من جانبها تعيش حالة غليان بين فريقين .

الاول مازال مصرا على انتهاج نفس الاسلوب ويسعى دائما للتصعيد ان كان عن طريق الخطاب المستفز على غرار ما فعله رئيس مجلس شورتها عبد الكريم الهاروني او رفيق عبد السلام قبله او ماهر مذيوب وغيرهم.

في الجهة الاخرى هناك اصوات اخرى لم تعد راضية على هذا الاسلوب وترى انه مضر بالحركة وبالبلاد في الوقت نفسه.

الندوة الصحفية التي عقدتها النهضة اليوم فيها مؤشرات كثيرة تؤكد كون النهضة باتت تريد تقدم اصوات الحكمة فيها وأول مؤشر هو كون الاصوات التي تدخلت تعرف باعتدالها ولم تعبر عن موقفها عن طريق الهاروني كالعادة وهذا مفهوم فالهاروني مازال غير بعيد من ازمة تسبب فيها للحركة آثارها مستمرة ونقصد حديثه عن التعويضات في كلمة له امام انصار الحركة وتهديده بكون اخر اجل للحكومة لضخ الاموال يوم 25 جويلية وهو ما ادى الى دعوات للخروج ضد الحركة في نفس اليوم.

المؤشر الثاني هو مضمون البيان الذي نشرته الحركة او كما اطلقت عليه بلاغا حيث جاء في اسلوب معتدل يعكس كون من اشرفوا على كنابته ونشره همهم عدم اثارة حفيظة أي جهة من ذلك تقديم الشكر لرئيس الجمهورية .

وهو مؤشر آخر كون الخيار الان هو عدم فتح جبهات خلاف ومعارك سياسية ستتضرر منها الحركة والبلاد عموما.

 

الى أي مدى يمكن ان تقدم النهضة تنازلات

هذا السؤال مهم لان أي حزب كبير يبحث عن ترسيخ قدمه في السلطة لكن ذلك لا يعني ان الأمر سيكون مطلقا بل لكل مقابل ثمن ومنه التنازلات لأطراف اخرى.

النهضة تريد ان تتحسن العلاقة مع رئيس الجمهورية خاصة وانه تقدم نحوها خطوة باجتماعه برئيسها الغنوشي ثم مهاتفته عند مرضه .

لكنها من جهة اخرى تدرك انه مصر على موقفه وهو لا حوار كما في السابق وايضا لا بد من مغادرة المشيشي.

هذا الامر مرجح ان تتدارسه الحركة بجدية اكبر هذه المرة لان الأمر لم يعد يتعلق بالمشيشي بل بكون البلاد بشكل عام لم تعد تتحمل تواصل الوضع على ما هو عليه.

كما ان المشيشي اثبت فشله في ملفات عدة منها الملفين الصحي والاقتصادي .

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى