كل الحكومات فشلت في حل هذه المعضلة: مستوى التعليم تدنى وتونس صارت في مراتب عالمية متأخرة

استطاعت بلادنا بعد الاستقلال وفي اطار مشروع بناء الحداثة من كسب الرهان في عديد المجالات منها خاصة الصحة وتحرير المرأة وبناء مجتمع حداثي وايضا التعليم .

هذا الامر تحقق بفضل ارادة سياسية حينها قادها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ركزت على بناء الانسان قبل كل شيء وهو ما اعطى نتائج هامة.

فالتعليم بلا مبالغة كان مفخرة تونس لا عربيا وقاريا فقط بل ودوليا حتى ان الدولة في وقت من الاوقات كانت تنفق ثلث ميزانيتها على التعليم والتربية وفق قناعة كاملة جوهرها تكوين جيل متعلم من وهو ما انعكس على كل القطاعات الأخرى.

 

وضع التعليم اليوم

للأسف اليوم تغير الوضع كليا فنتيجة لخيارات خاطئة تدهور مستوى التعليم وبعد ان كانت بلادنا تفتخر بمستوى تعليمها وصلنا الى مرحلة ووضعية سيئة.

لماذا وصلنا الى هذه الوضعية الماسأوية.

جوهر المشكل يتحدد اولا في الخيارات الخاطئة والتجارب الفاشلة التي اعتمدت باسم اصلاح التعليم لكنها في الحقيقة كانت تدميرا للوضعية التعليمية .

الامر الثاني يرتبط بالظروف العامة للبلاد اي قلة الانفاقات فرغم ان الميزانية المخصصة للتعليم تعتبر كبيرة الا ان الواقع خلاف هذا حيث ان 97بالمائة من هذه الميزانية يذهب للأجور اي ما معناه ان الانفاق على البنية التحتية والتطوير لا يتجاوز 3بالمائة من الميزانية .

الأمر الآخر هو ان مفهوم التعليم كقيمة تراجع بسبب عقلية جديدة تفشت في المجتمع اي ارتباط الشهائد بالبطالة وعدم التوظيف.

 

مقارنة

وفق التصنيف الذي أصدرته منظمة “بيزا”الدولية حصلت تونس على المرتبة 65من جملة 70 دولة في نستوى الانظمة التربوية وهذه المنظمة المعروفة اختصارا ببيزا اي “منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية “تعد مرجعا عالميا مهما ورئيسيا في تحديد مستوى التعليم في مجمل دول العالم .

في السياق ذاته وضع تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول التعليم تونس في المرتبة 84 من جملة 140 دولة حول العالم لتكون بذلك بلادنا تأخرت في مستوى جودة التعليم حتى عربيا بعد ان كانت في المراتب الاولى.

تعتبر اهم  تجربة اصلاح للتعليم تلك التي اعدها واشرف عليها وفعلها محمود المسعدي وهي من اهم التجارب التي حصلت وذلك بمقاييس تلم الفترة.

لكن مع تطور التعليم والمجتمع ككل بما في ذلك تزايد اعداد التلاميذ وايضا الطلبة بات هذا المشروع غير مواكب للعصر وللظروف وهو ما كان يستلزم اصلاحات جديدة وبأساليب مغايرة.

محاولات او تجارب الاصلاح حصلت لكنها للأسف فشلت بل اعطت نتائج عكسية حتى ان البعص وصفها بكونها اسقاطات ومشاريع خارجية حاول ممن فعلوها فرضها دون  مراعاة خصوصيات المجتمع وحاجياته.

هذا الفشل انعكس على التعليم العالي فتلميذ اليوم هو طالب الغد بالتالي صار الوضع ككل متدنيا .

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى