قيس سعيد والغنوشي : الصراع الناعم
تونس – الجرأة الأسبوعية :
لا يكاد رئيس الجمهورية قيس سعيد يفوت مناسبة وهو يدلي فيها بتصريح او كلمة للشعب الا ويبعث برسائل لم تعد مشفرة بل هي واضحة وجلية .
هذه الرسائل تتحدث عمن يريدون تغيير التوازن السياسي بحجج واهية وفق رأيه منها تكوين حزام حزبي وسياسي حول الحكومة ورئيسها هشام المشيشي.
هذه الرسائل توجه للتحالف الجديد او التحالف الثلاثي بين النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة وهو في الحقيقة تحالف الاضداد او اعداء وخصوم الامس واصدقاء المصلحة اليوم.
في خطاب له وسم كونه اشد خطاب ادلى به رئيس الجمهورية تحدث عن الخيانة والغرف المظلمة والمؤامرات والارتماء في احضان الصهيونية ثم تحدث عن ذاك الذي لو عاد الى الصف الابتدائي لرسب وهي اشارة واضحة وجلية لرئيس قلب تونس نبيل القروي .
ثم يعرج على من يريد ادخال تغيير في الحكومة وهو يقدم الحجج في حين ان الهدف غير ذلك.
موقف سعيد هذا يفهمه البعض كونه كلام مرسل ويصفونه كونه استعارات وتلاعب باللغة لكن المتمعن فيما يقول يدرك ان الامر خلاف هذا تماما .
هذا الامر يظهر جليا عند حديثه كونه يعلم اشياء كثيرة يظنون انه لا يعلمها وانه سيتحرك في الوقت المناسب.
آخر ما قاله قيس سعيد كان لدى استقباله وزيرة املاك الدولة والشؤون العقارية ليلى الجفال عندما حذر ممن يريد عزلها وهذا ليخلو لهم الجو وهي رسالة جديدة ارفقها بقوله انه لو حصل هذا فيكشف كل شيء للشعب.
ما يحصل هو خلاف بين قيس سعيد من جهة والثلاثي المتحالف لكنه ايضا صراع ناعم أي مخفي وغير معلن بينه وبين رئيس حركة النهضة ومجلس نواب الشعب راشد الغنوشي الذي وجه اليه اكثر من مرة رسائل شديدة حينما حذره من الديبلوماسية الموازية وقوله ان لتونس رئيس واحد.
هذا الامر اجاب عنه ائتلاف الكرامة نيابة عن الغنوشي عندما قال سيف الدين مخلوف بأن لتونس ثلاثة رؤساء هم رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الجمهورية.
السؤال هنا: هل يسبى هذا الصراع ناعما والى متى ؟
نشر هذا المقال في الجرأة الأسبوعية: