فرقة مدينة تونس للمسرح: بعد ابداعات علي بن عياد صارت القضية عقود ممثلين تجدد
أزمة كبيرة تعيشها فرقة مدينة تونس للمسرح تصور كونها مشكلة شغلية لممثلين رفضت شيخة مدينة تونس تجديد عقودهم آليا واشترطت ان يقدموا برنامجا مسطرا يتم على اساسه امضاء هذه العقود .
هذه المسألة لا نراها جوهر المشكل وأساسه فهي مهما حصلت خلافات حولها تبقى هينة امام المعضلة الاكبر والاعمق وهي معضلة المسرح التونسي ككل الذي انتقل من عصره الذهبي في السبعينات والثمانينات الى فترة ركود وخمول بل هي فترة سبات .
هذا المسرح كان في فترة ما يعكس صورة الثقافة في تونس ويروج لمشروع كامل قاده فنانون مبدعون على رأسهم علي بن عياد وغيره حيث كان المسرح ابداعا وكان التونسي عندما يتوجه الى عرض مسرحي يعطيه ما يستحقه من اهتمام.
اليوم تغيرت الاوضاع وانتقلنا من عصر المسرح الى عصر التهريج “وحك راسك تولي فنان وممثل ومسرحي” وهو امر طبيعي لان كل المعطيات تغيرت والمطالب تبدلت ولا ندري ان كان العيب في الفنان ام في المتلقي.
بالعودة الى مسألة الخلاف بين شيخة بلدية تونس وممثلين حول تجديد عقد عمل فان المطلوب التعامل مع الامر بموضوعية فالمسألة شغلية نعم ولا بد من ضمان حقوق الفنانين لكن من الجهة الاخرى فان المسرح قطاع فني وليس وظيفة عادية بالتالي يتطلب ابداعا وخلقا وابتكارا والا فما الفرق بينه وبين أي وظيفة اخرى.
محمد عبد المؤمن