عاطف بن حسين لقيس سعيد : لقد رأيت في وجهك تضاريس البلاد من جبالها الى سهولها الخصبة
كتب عاطف بن حسين على صفحته على الفايسبوك تديونة جاء فيها ما يلي :
قيس سعيد ،
لقد رأيت في وجهك تضاريس البلاد من جبالها الى سهولها الخصبة …
رأيت في وجهك برد جبال مغيلة و أنا أستعد للذهاب الى معهد سبيطلة لأقيم أسبوعا كاملا أنتظر يوم السبت لأعود إلى بيتنا تحت الجبل …
رأيت في وجهك الفقر في أرياف القصرين و سبيطلة و قفصة و القيروان….
رأيت في وجهك لعبنا الطفولي نتسابق وراء كرة دون هدف حتى ينال منا التعب..
رأيت في وجهك صمود جدتي و قد نزفت أصابعها دما تلتقط حبات الزيتون من الأرض في الصباح الباكر …
رأيت في وجهك الصيادين يحاصرون الأسماك العنيدة و يطردون الدلافين عن شباكهم
رأيت في وجهك دموع الفلاحين و قد أمطرت السماء حجارة أفسدت المحصول …
رأيت في عينيك شارع الحبيب بورقيبة و ليل السكارى الطويل …
رأيت فيك “الكار الصفراء ” و المبيت الجامعي و jeton و المطعم و “الكربوناتو ”
رأيت فيك أساتذتي و من علمني حرفا صرت له عبدا
رأيت فيك معاناتنا وسط مدينة دمرتنا و قتلت فينا الحلم ….
سمعت في نبرة صوتك سعال أمي في الفجر و هي تعد لنا فطور الصباح و تدعو لنا بالنجاح لأننا كل أملها في الحياة …
سمعت في صوتك صوت أبي يعلمنا الصمود و كيف نكون أحرارا رغم القمع و كيف نبني لأنفسنا حصنا من العلم و الثقافة …
رأيت في تعابير وجهك صدقا أعادني إلى اول درس في التمثيل ، اما ان تكون صادقا أو تجمع أغراضك و تبحث لك عن شعبة أخرى
لقد كان جسدك يفرز روائح شبيهة براءحة حينا الجميل .. راءحة الغلال في كل فصل
أنا لا أشبه من رمى بهم الله في المجلس عقابا لنا على جهلنا …
فأنت قطعة منا و نحن كذلك قطعة منك …. فكن أملنا الأخير