كواليس السياسة: التيار يفشل حكومة ثورية والنهضة تتهرب من المسؤولية ونواب المجلس مشغولون بمعاركهم “الصبيانية”…

جدد التيار الديمقراطي رفضه المشاركة في الحكومة الجديدة الا اذا نفذت شروطه وهي للحقيقة محصورة في الحصول على ثلاث وزارات يصر عليها وهي الداخلية والعدل والاصلاح الإداري بمعنى انه لولا كون الخارجية والدفاع من مشمولات رئيس الجمهورية لطالبوا بها ايضا.

في مقابل هذا فان النهضة وبعد تلك الشعارات الرنانة والطنانة التي رفعتها اثناء الحملة الانتخابية كونها ستضرب الفساد بقوة وتشكل حكومة ثورية لمواجهة الثورة المضادة رأيناها تتخلى بسرعة عن كل هذا وتدخل في صفقات مع من كانت تسميهم حينها بالمافيا ونقصد هنا حزب قلب تونس.

اما المشهد في مجلس نواب الشعب فهو أشبه بسرك عمار.

 

التيار بالغ

 

في البداية كان هناك تعاطف وتفهم للتيار الديمقراطي في مطالبه على اساس ان المفاوضات فن وكل طرف يرفع السقف في البداية على امل الحصول على اكبر قدر من التنازلات لكن ما حصل انه أي التيار ما يزال يصر كونه لن يتخلى عن الوزارات التي يريدها وهي سيادية وكأن الفساد لا يمكن مقاومته ومكافحته الا بالداخلية والعدل.

السؤال هنا: هل ان الحرب على الفساد عند التيار يجب ان تكون امنية قضائية فقط ؟

ان كان الهدف محاربة الفساد فهو منتشر في وزارات اخرى كالفلاحة والتجارة والثقافة وغيرها .

من هنا فان التيار الديمقراطي بالغ في تحجره وطريقة عرض مطالبه أفشلت تكوين حكومة ثورية ليكون الخيار الوحيد امام الجملي الالتجاء الى اطراف اخرى عليها شبهات كثيرة بمعنى آخر فتجربة نداء تونس تتكرر.

 

النهضة والهروب الى الامام

 

بالنسبة لحركة النهضة فهي بسرعة كبيرة اختارت شخصية تقول كونها مستقلة او هي من خارجها أي انها ظهرت كونها غير قادرة على تنفيذ وعودها والاهم من هذا تحمل مسؤولية الحكم ورمي الكرة في ملعب المستقلين أي انها مجددا لا تريد الواجهة ولا تريد ان تتصدر المشهد كطرف حاكم .

هذا الموقف يعكس نفسية كاملة عند صناع القرار في الحركة وهي انهم لم يتخلصوا من عقدة الخوف والرهبة وان الداخل والخارج يترصدهم.

 

سرك عمار

 

لم تكد تمر ساعات على دفن ضحايا حادثة عمدون حتى انطلق مهرجان سرك عمار في قبة باردو وابطاله هذه المرة عبير موسي ونائبة النهضة الكسيكسي حيث حولا المجلس الى “سقيفة حمام” ونزلا بالمستوى الى الحضيض .

الغريب ان المشاهد في مجلس نواب الشعب يمكن تسميتها أي شيء الا جلسة برلمانية فهي سرك او مسرحية او تمثيلية هزلية يمكن تأثيث سهرات رمضان بها فان كانت هذه البداية فماذا ننتظر في خمس سنوات.

محمد عبد المؤمن

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!