رحيل الممثلة الشابة عبير الجبالي يفتح جراح الإهمال الثقافي في الجهات

تونس – الجرأة نيوز : رحلت الشابة عبير الجبالي، ممثلة من ولاية الكاف، في صمت موجع، مخلفة وراءها حزناً عميقاً في قلوب كل من عرفها أو سمع بقصتها. عبير لم تكن مجرد فنانة، بل كانت رمزاً للمعاناة والصبر، ومرآة تعكس واقع الفنانين الشبان في المناطق الداخلية، الذين يعيشون على الهامش دون سند أو تقدير.

عبير فقدت خلال العامين الماضيين شقيقها ووالدها، وتحملت مسؤولية عائلتها وحدها وسط ظروف قاسية للغاية. وعلى الرغم من موهبتها الكبيرة وحرصها على البقاء في الساحة الفنية، لم تجد أي دعم يُذكر لا من المندوبية الجهوية للثقافة ولا من وزارة الشؤون الثقافية. كانت تنتظر بالشهور لتحصل على مستحقاتها الزهيدة، أجر عرض مسرحي لا يتجاوز 150 ديناراً، مبلغ لا يكفي حتى لفرد واحد، فكيف بعائلة كاملة؟

عاشت عبير ضغطاً نفسياً رهيباً، وتعرضت للإهمال والتهميش، كما أكدت شهادات من زملائها في الوسط الثقافي. وللأسف، لم تتحرك الجهات المسؤولة حتى بعد أن صار الألم أكبر من قدرتها على التحمل.

اليوم، عبير الجبالي لم تعد بيننا.

لكن رحيلها لن يمرّ مرور الكرام، فقد فجّر موجة من الغضب والحزن في الوسط الثقافي، ودعوات صادقة لمحاسبة كل من تجاهل نداءاتها، وكل إداري قصّر في واجبه تجاه فنانة شابة كانت بحاجة فقط إلى فرصة وكرامة.

الله يرحمك عبير، ويجعل مثواك الجنة، وإن شاء الله ما تسامحيش كل من دار وجهو في وقت كنتي تستحقّي حتى كلمة طيبة.

الجرأة نيوز تُجدّد الدعوة لمراجعة سياسات الدعم الثقافي في الجهات، وإنهاء عهد الإهمال والتهميش.

Scroll to Top