حكومة الفاتح من سبتمبر تمر / المشيشي يدخل القصبة والفخفاخ يخرج ثم ماذا ؟

تونس – الجرأة الأسبوعية:

بعد يوم طويل من مداخلات النواب في الجلسة العامة التي عقدت اليوم غرة سبتمبر و التي ارهقت الجميع تم التصويت لصالح حكومة هشام المشيشي ليتم الانتقال من مرحلة تصريف الاعمال الى حكومة التكنوقراط .

هذه الحكومة حصلت على شرف تعدد التسميات لها حتى قبل ان تتم المصادقة عليها فهي حكومة الرئيس الثانية وهي حكومة الفاتح من سبتمبر لان التصويت حصل في اليوم الاول منه وهي حكومة التكنوقراط.

لكن الاهم من كل هذا هو انها حكومة المسؤوليات الكبيرة .

فاغلب الاحزاب بما فيها تلك التي لم تصوت لها لم تكن ترغب في حصول سيناريو اسقاطها لأنها تخشى انتخابات جديدة لن تتحملها البلاد من ناحية تكلفتها وايضا كون الوضع الاقتصادي متأزم الى ابعد حد ولا يمكن ان تحصل في البلاد حالة فراغ كانت ستنعكس بسرعة على الوضع الاجتماعي وقد تفجره.

هذه الحكومة مرت بامتحان صعب وعسير وهو التصويت ونيل الثقة لكنه وهذا للحقيقة وللموضوعية اهون امتحان واختبار مما ينتظرها في قادم الايام.

 

بين المشيشي والفخفاخ

 

غدا تتسلم الحكومة الجديدة مهامها ويتوجه المشيشي الى القصبة فيدخل هو ويخرج الفخفاخ.

كما دخل الفخفاخ قبل فترة وخرج الشاهد وقبله دخل الشاهد وخرج الحبيب الصيد.

فرغم ان ما يحصل هو علامة لنجاح التجربة الديمقراطية الا ان البلاد لم تعد تحتمل اكثر من هذا فالوضع اليوم يتطلب الاستقرار وانهاء الازمة والتجاذبات السياسية والافان النتيجة ستكون كارثية.

ملفات صعبة

امام المشيشي وحكومته بداية من يوم غد الاربعاء مهمة صعبة بل اكثر من صعبة فالنمو سلبي بنسبة 21 بالمائة والبطالة توسعت وانضم الى صفوفها اكثر من 150 ألف شخصا جديدا والفساد ينخر كل القطاعات والمجالات والفقر يتوسع لينضاف الى كل هذا جائحة كورونا التي اتت على الاخضر واليابس .

فالرهان اليوم امام هذه الحكومة هو قفة المواطن ومقدرته الشرائية ومقاومة غول الغلاء وهذا لا ينفصل عن ملفي التهريب والتجارة الموازية وايضا التوريد العشوائي الذي ضرب الصناعة المحلية الوطنية في مقتل.

وفق ما تحدث به المشيشي وهو يعرض برنامجه فان كل هذه الملفات ستدرس وستتم معالجتها وهذا ما يتمناه كل التونسيين لكن علينا ان نذكر هنا ان كل من دخل القصبة وتولى منصب رئيس حكومة قدم مثل هذه التعهدات وتحدث في بداية عمله عما اسماه تعهدات و آليات لتفعيلها لكن فيما بعد يتضح كون ما خط على الورق شيء والواقع شيء آخر .

عندها يتم الانتقال الى الوجه الاخر من الاسطوانة وهي ان الحكومة ليست لها عصا سحرية وان الوضع صعب وان الحكومة ورثت عن سابقتها تركة ثقيلة .

يبقى التساؤل هنا: هل ستنجح حكومة التكنوقراط فيما فشلت فيه بقية الحكومات الحزبية.

هل سيكتب لهذه الحكومة النجاح والاستمرار ام انها ستكون حكومة صيف والصيف ضيف.

 

فريق تحرير الجرأة  نيوز

نشر هذا المقال في الجرأة الأسبوعية

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى