صحفية بقناة الحوار التونسي تقدم استقالتها للقناة و تكتب : الى «اشباه الصحفيين»… نحن اسود الميدان و انتم نعامات بلاط

قدمت الصحفية بقناة الحوار التونسي مبروكة خذير بعد ان تم الاعتداء عليها البارحة للقناة و كتبت هذه الكلمات :

رسالة الى بعض من إعلاميين و أشباه إعلاميين من صحافية لا ترونها كثيرا في منابركم الاعلامية و لا هي حاضرة في مقدمة برامجهم التحليلية في #تونس لكنها وجدت نفسها تزين شاشات الاعلام الأجنبي على امتداد سنوات طويلة .

البارحة و نحن نلبي نداء الواجب المهني في الميدان لتغطية الاحتفالات بفوز استاذ القانون الدستوري قيس سعيد بكرسي الرئاسة في قرطاج ، البارحة يا من لا تشبهوننا ،دفعت انا بعض من زملاء من صحافيي الميدان ضريبة غيكم و ظلالتكم.

هاجمونا و انتقدونا مواطنون ظنوا اننا امتدادا لما اصبح يسمى ظلما و بهتانا “اعلام عار ” تصنعونه انتم و نحاسب نحن عليه.

البارحة و نحن نخوض رحلتنا اليومية بكل مهنية في الميدان كُنتُم انتم وراء كاميرات في استديوهات وثيرة و بعد ان جملتم وجوهمكم بمساحيق و زينتم انفسكم و جلستم امام جمهور تسبونه فيحسب اننا بعض منكم.

الى أشباه الصحافيين غير المحايدين العابثين بأخلاقيات المهنة الضاربين عرض الحائط بصاحبة الجلالة : البارحة دفعنا نحن صحافيي الميدان ضريبة عدم حيادكم بل انحيازكم الواضح طوال السنوات الاخيرة لفقاعات سياسية و ثقافية تشبهكم.

لو كنّا قد هوجمنا و تم الاعتداء علينا و نحن نخوض معاركنا الميدانية اليومية لأسباب اخرى لكنت قبلته و واصلت طريقي في مهنة نظرت لها دوما انها مهنة المتاعب و تتحمل بعضا من الخطر الذي لا يخيفني .

اما و انا اسمع تلك الكلمات النابية ، اما و انا اتهم بالعار، عاركم انتم فذلك ما لا يسر وذلك ما لا أتحمله .

لسنا انتم و لا انا منكم و اتحداكم ان كُنتُم يوما قد نزلتم لهذا الشارع حتى تفقهوا مبعث هذا القهر …

اتحداكم و انتم تنظرون و تجادلون و تحللون من وراء شاشات هواتفكم و داخل مقاهي فاخرة ..

اتحداكم ان انتم تنفستم يوما نفس حرية و انطلاقة و تحديات ،من هاجمونا ليلة البارحة ظنا منهم اننا نشبهكم.

نحن لا نشبهكم فأنتم في الواجهة مرابطين امام الكاميرا تطلون عليهم من وراء شاشة التلفاز …اما نحن جنود الخفاء مرابطين في كل شبر من هذا الوطن ننقل لكم الصورة على حقيقتها فتحللونها زورا و بهتانا و تضيفون عليها بعضا من نواياكم الشريرة .

نحن لا نشبهكم ففي جعبتنا اخلاقيات و نواميس و بند أساسي هو الحياد و انتم في جعبتكم كثير من فتات تحاولون تطويعه بما يتماشى مع مرض داخلي فيكم او مصلحة تفرضها عليكم خطط تحريرية لرجال سياسة و مال تسللوا كالطاعون وسط جسد هذه المهنة النبيلة البريئة من خروقاتكم لأخلاقياتها.

البارحة دفعت انا و كثير من زملاء ضريبة “السيستام الإعلامي” الذي صنع رأيا عاما تقيأكم فظن انا نحن ،جنود الميدان، بعضا منكم.

لسنا بعضا منكم و لا انتم جزء منا: نحن الكل و انتم النشاز .نحن الأصل و انتم فرع هجين لا يمثلنا.

ما ساءني يوما ان ادخل في صراع مع اَي مواطن لا يفهم طبيعة العمل الانتاجي الإعلامي و تعرضت للضرب و السب مرارا و تكرارا، و كسروا بعضا من معداتي في كثير من الأحيان ..في اكثر من مناسبة اتعرض انا و فريقي لعنف لفظي او مادي سيما اثناء القيام بمواضيع استقصائية .. و لكني قليلا ما تشكيت و لا انا أميل للاحتجاج لأني اومن ان طبيعة العمل الصحافي سيما صحافة الجودة الموجعة ،تحتمل تصرفات البعض بشيء من التشنج .

الآن،و بعد ما حصل ليلة البارحة فانا احتج و اندد و يسوؤني اني و بعض من زملائي حتى في المنابر التي تنتمون اليها انتم ،دفعنا ضريبة بعض أشخاص غير محايدين لا ينتمون إلينا لكنهم في ذهن الجمهور بعض منا لان الماكينة الاعلامية الرأسمالية وضعتهم في مقدمة البلاتوهات لتوهم المتلقي انهم خلاصة كل المشهد.

نحن لا نشبهكم، و لا نحن انتم و لا انتم منا : في حل انا و كل زملائي الشرفاء النزهاء، من ريائكم و غلكم.. في حل نحن من نفوسكم الشريرة التي أرهقت كاهل الجمهور فظن اننا بعض منكم…

لسنا منكم و لا انتم منا و نحن لا ننتمي لذات المعدن فلكم البلاط و لنا حلبة الميدان ..

انتم بعض و قليل و استثناء و انتم نسخة مزورة و نحن كل و نسخة اصلية .

فخورة انا بزملاء كثيرين عشت معهم حلاوة العمل الميداني، سعيدة انا بكل صحافي ساهم في نقل صورة متوازنة رصينة ..

فخورة انا بكثير من زملاء فيهم حتى “كرونيكورات” لديهم قدر كبير من رصانة التحليل و جمال التناول و توازن الخطاب .

لدينا في تونس وسائل اعلام عمومية و خاصة نزيهة و هادفة و قليل من وسائل اعلام اخرى صنعت خصيصا لتمييع و تتفيه المجتمع و صناعة فقاعات بشرية سطحية ..و نحن في حل منها ..

لست حزينة لأني و فريقي و زملائي هوجمنا ليلة البارحة ،فذلك خبزنا اليومي و لكني مستاءة من أشباه إعلاميين ندفع نحن عنهم ضريبة غيهم، ضريبة شراء ذممهم، ضريبة نفوسهم المريضة المتعالية الطامعة، لا في شرف المهنة، بل في فتات من تملكوا وسائل اعلامنا فتسللوا مثل خلايا السرطان يريدون صناعة خطاب إعلامي سطحي و تافه و مفرغ من مهمته في التثقيف و التصحيح و الإصلاح ..

الى أشباه الاعلاميين: لسنا انتم و لا نشبهكم: فنحن اسود الميدان و انتم نعامات بلاط لمن يملكون مال الدنيا و لا يملكون شرف المهنة .

نحن منكم برآء …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!