أصدرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسوسة 2 بطاقة إيداع بالسجن في حق فتاة شابة تنشط بقوة على منصة “تيك توك”، وذلك على خلفية مجموعة من التهم الخطيرة الموجّهة إليها، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الرقمية.
الفتاة، المعروفة بمحتواها المثير للجدل، تواجه تهمًا تتعلق بلفت النظر إلى وجود فرصة لارتكاب الفجور، والاعتداء على الأخلاق الحميدة، والتجاهر بفحش، وذلك استنادًا إلى مقاطع فيديو نشرتها على حسابها الشخصي. هذه المواد اعتُبرت مسيئة ومنافية لقيم المجتمع، وأدت إلى فتح تحقيق رسمي من قبل الجهات الأمنية.
ولم تتوقف القضية عند هذا الحد، إذ تم توجيه تهمة إضافية تتمثل في “الإيهام بجريمة”، بعد أن تم تداول خبر كاذب يفيد بتعرض الفتاة للقتل من قبل أشخاص من جنسية مجاورة، قبل أن يتضح لاحقًا أن الخبر مفبرك ولا أساس له من الصحة. هذا المعطى ضاعف من خطورة الموقف القانوني للمعنية بالأمر، خاصة بعد موجة التعاطف التي أثارها ذلك المنشور في البداية.
التحقيقات ما تزال جارية، ومن المنتظر أن تُستكمل خلال الأيام القادمة قبل عرض الفتاة على أنظار القضاء. وتبقى هذه الحادثة واحدة من أبرز القضايا المثارة حول حرية التعبير على المنصات الاجتماعية، وحدود ما يمكن تداوله في الفضاء الرقمي التونسي، وسط مطالب بتحديث القوانين بما يضمن احترام الحريات دون المساس بالأمن الأخلاقي العام.