تونس – ليبيا : الجريمة التي حوّلت تونس من رأس القائمة إلى ذيلها!

كتب : نصر الدّين السويلمي
يوم 22 ماي 2021 وصل رئيس الحكومة التونسيّة “المحجوز” هشام المشيشي إلى ليبيا على رأس وفد حكومي تدعمه كوكبة من رجال الأعمال قد يكون الوفد الأضخم في تاريخ البلدين.
يوم 27 ماي 2021 ومن جزيرة جربة وبإشراف رئيس البرلمان التونسي راشد الغنّوشي أعطيت إشارة الانطلاق لأكبر شراكة ربّما في تاريخ البلدين بين رجال أعمال تونس وليبيا. ملتقى جربة التونسي الليبي كان يهدف إلى جعل البلدين منصّة أعمال إقليميّة.
حينها أكّد الجانب الليبي للجانب التونسي أنّ الأولويّة في إعمار ليبيا للأشقاء التونسيّين في كلّ المجالات التي يمكن أن تقدّم فيها الخبرات التونسيّة الإضافة.
كانت تونس على رأس القائمة، ثمّ وبعد شهرين وانطلاقا من تاريخ الانقلاب تدحرجت تونس بشكل دراماتكي لتصبح في ذيل القائمة! ويبدو أنّ الأمر لا يتعلّق بسوء إدارة وتخبّط الانقلاب، وإنّما بنيّة مبيّتة ترتقي إلى الجريمة الكاملة ضدّ مصالح تونس.
وإن كان التحرّش بليبيا جاء للضغط عليها لفتح المجال أمام فرنسا أحد أهمّ الدّاعمين للانقلاب، وكذا لهرسلة شرعيّة طرابلس لصالح المتمرّد خليفة حفتر المدعوم من الإمارات، فإنّ سعي انقلاب جويلية إلى ترحيل كلّ المزايا التي منحتها ليبيا لتونس وتحويلها إلى مصر يبقى من الألغاز العويصة!
فهل كان دعم السيسي للانقلاب مشروطا بكلّ هذه الخيانة؟
وهل كانت زيارة أفريل المشبوهة التي قام بها المنقلب إلى مصر ودامت ثلاثة أيّام، الزيارة الأكثر خيانة في تاريخ رؤساء تونس؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى