تحت المجهر بقلم محمد عبد المؤمن: بين “لم أجد” و”لم نجد” عقلية كاملة يخفيها الغنوشي وتعاني منها النهضة
قال رئيس النهضة راشد الغنوشي في كلمته في الندوة التي عقدتها الحركة للإعلان عن برنامجها الانتخابي الرئاسي والتشريعي بكونه لم يجد شخصية انسب من عبد الفتاح مورو للرئاسة.
وتحديدا قال : لم أجد رجلا أنسب من عبد الفتاح مورو للرئاسة ولم يقل لم نجد.
كلمة الغنوشي نقلتها عديد وسائل الإعلام والكل ركز على ما عرضته النهضة من وعود وقد أوردنا مجمل ما قدمته لكن هناك زاوية أخرى يمكن ان ننظر اليها لأنها حمالة لمعاني كثيرة بل هي تعكس عقلية كاملة وفهما للنهضة بين كونها حزب او حركة .
الغنوشي في كلمته قال لم اجد احدا ولم يقل لم نجد احدا أي انه استخدم واستعمل الفعل لنفسه أي انه هو من اقترح وقرر او لعل الجميع اتبع.
فلنفترض هنا ان من اقترحه الغنوشي ليكون مرشح الحركة شخصا آخر غير مورو مثل لطفي زيتون مثلا او عبد اللطيف المكي او حتى وليد البناني او سيد الفرجاني أي ان رئيس الحركة رأى ان احدهم هو من يراه صالحا للرئاسة وانه لم يجد غيره يستحق هذا المنصب في الحركة كما قال حول عبد الفتاح مورو.
مثل هذا الخطاب الذي يعكس الباطن وحقيقة التفكير والشخصية والعقلية ايضا هو معضلة النهضة فهي حركة تمتلك مؤسسات مثل مجلس الشورى ومكتب تنفيذي وغيره لكن في النهاية القرار مازال بيد رئيس الحركة او بالأصح.
شيخها او كما يقول البعض مرشدها.
معضلة الزعامة لا تعاني منها النهضة فقط بل كل الاحزاب والتيارات فاليسار يعيش حالة تفكك كبيرة بسبب الصراع على زعامته وحتى العائلة الوسطية الديمقراطية تعاني من نفس المعضلة فمن ناحية كثيرون يريدون الزعامة ومن ناحية اخرى لا توجد شخصية تمتلك الكاريزما التي تخول لها ذلك .
المؤشر الآخر لهذا هو ان كل حزب يسمى على مؤسسه ان لم نقل صاحبة وكما قال احدهم يوما في “تخميرة” استرضائية “صاحب الباتيندا” في حديثه عن الرئيس السابق ورئيس نداء تونس ومؤسسه الباجي قائد السبسي أي هي عقلية “مخزنية” كما يقول المثقفون والاكاديميون ما يعني ان معضلة الزعامة لا يتحملها الشخص المريض بها فقط بل وايضا البطانة المحيطة به والتي تريد صناعة زعيم لتسترزق منه وبه وتصل للمكاسب والسلطة والمناصب.