تحت المجهر/ بعد الانتكاسات : الحس الثوري يعود و”ماكينات” المال والاعلام الموجه تنهزم
مثلت انتخابات 2014 انتكاسة حقيقة للثورة حيث ان الفائز في الانتخابات الرئاسية والتشريعية كان خلطة للنظام القديم تمت رسكلتها.
هذه الخلطة همشت صوت الثورة والحس الثوري بما في ذلك العدالة الانتقالية التي ضربت وهمشت ومقاومة الفساد التي حولت الى مصالحة اقتصادية لم يكن الهدف الحقيقي منها سوى اعطاء صكوك غفران وبراءة للمدانين.
نداء تونس حينها لم يكن حزبا بل ناد للمصالح وللأسف فان النهضة وبسبب خوفها من سيناريو مماثل للذي حصل بمصر خضعت وعقدت الصفقات رغبة في انقاذ رأسها والمحافظة على نفسها معتقدة ان خزانها الانتخابي ثابت وسيدعهما مهما كانت قراراتها .
هذه التجربة التي امتدت زهاء خمس سنوات كانت مفيدة من جهة انكشاف الحقائق وايضا تحديد الغث من السمين كما يقال.
ضمن كل هذا جاءت شخصية قيس سعيد لتبرز في المشهد في آخر وقت الى درجة ان الماكينات المالية والاعلامية لم تنتبه له وحسبته رقما ضعيفا على اليمين لن يصلح لشيء.
بإمكانيات ضعيفة بل معدومة يرشح سعيد نفسه للرئاسة ولعله هو نفسه لم يكن يؤمن كونه سيفوز بنسبة تفوق ال75 بالمائة .
لكن الشعب كان مؤمنا ومصرا على ان يعيد صوت الثورة والحس الثوري واهداف الثورة بعد ان ضربها مرتزقة السياسة والاعلام وحسبوا ان هذا الشعب قاصر ينتظر ظهورهم في القنوات ليوجهوه ويقولوا له ماذا يفعل وماذا لا يفعل لكنه اليوم ضحك منهم جميعا ووضعهم في مكانهم الطبيعي تغلي دماؤهم غيضا وحقدا ليس لان القروي انهزم بل لان الشعب وضعهم في مكانهم الطبيعي.
اليوم الرسالة للنهضة وقد اخذت فرصة جديدة لم تكن تحلم بها وهي الفرصة الاخيرة .
كفى جبنا وخوفا وصفقات فبعد اليوم لن يكون لكم مكان لو لم تغيروا انفسكم وتعودوا للشعب لا للتوافق مع الفاسدين والنافذين.
محمد عبد المؤمن