بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / موسم الهجرة الى أحضان ناتنياهو
تعامل البعض مع الاعلان عن التطبيع بين الكيان الاسرائيلي والامارات العربية المتحدة وكأنه أمر مفاجئ وصادم في حين ان كل البوادر والمؤشرات تؤكد ان العلاقات موجودة منذ سنوات لكن بن زايد لم تكن عنده الشجاعة قبل اليوم للإفصاح عن الحقيقة والاعتراف كونه في علاقة ود ومحبة مع ناتنياهو وقادة الكيان الصهيوني.
الامر نفسه حصل بعد اعلان البحرين عما سمته سلام مع اسرائيل .
الغريب في الامر والذي يلفت الانتباه ليس التطبيع بل ما سمي به من قبل الامارات والبحرين وهو سلام مع اسرائيل .
السؤال هنا: ومتى اطلق قادة الخليج رصاصة واحدة على اسرائيل حتى يعلنوا انهم سيقيمون سلاما معها .
هؤلاء ليس لهم من هدف الا الحفاظ على عروشهم وعندما امر ترامب نفذوا فهو ولي نعمتهم وحامي كراسيهم وسلطانهم وأموالهم ونفطهم وحتى أرواحهم.
علينا ان نتعامل مع الامر بموضوعية فالمشكل ليس في التطبيع مع اسرائيل فقد فعلت هذا مصر من قبل وبعدها الاردن ضمن اتفاقيتي كامب ديفيد ثم وادي عربة .
مصر والاردن لم يبرما سلاما مجانيا بل كان له ثمن مهم وحصلا على اشياء كثيرة ما كانا ليحصلا عليها بالحرب وهذا بغض النظر على الموقف من التطبيع كانت اقتصادية و سياسية.
لكن ما يفعله حكام الخليج هو تطبيع مجاني وهدية لإسرائيل وناتنياهو وايضا ترامب بلا أي ثمن.
هؤلاء باعوا فلسطين بأبخس ثمن لأنها لا تعنيهم ولأنها ليست قضيتهم مطلقا .
هؤلاء لم يستشيروا شعوبهم ولا كان لهم أي اعتبار عندهم فهم يتصرفون كيفما يشاؤون ثم يروجون لبعض الاشرطة والتصريحات لأشخاص من المتملقين والمستفيدين منهم كونهم يمثلون الشعوب في الامارات والبحرين .
فيخرج علينا شخص في فيديو اماراتي او بحريني ويشكر اسرائيل وناتنياهو ويقول للإسرائيليين بانه يحبهم وهي مسرحيات سمجة ورديئة لأنها لا تمثل حقيقة الموقف العام في هذه البلدان.
قد يكون قرار البحرين والامارات شأنا داخليا وهذا صحيح لكن عدم القبول به هو ايضا حرية رأي وتعبير هي مكفولة عندنا وهي التي اعطتنا اياها الثورة
السؤال الذي نريد ان نطرحه هنا هو :
ما الذي استفادته شعوب البحرين والامارات من التطبيع مع اسرائيل ؟
هي لم تستفد شيئا لكن قادتها استفادوا فعروشهم باتت محمية من ترامب ومن امريكا وقد رضي عنهم العم سام وشكرهم وقال لهم” صحيتو كيف تسمعو الكلام”
هذا التعبير ليس مزاحا فالأمر لا يحتمل المزاح ولا التهوين من شأنه فاليوم باعوا فلسطين وغدا سيبيعون أي شيء للحفاظ على عروشهم .
مسألة اخرى نطرحها هنا وهي ان ما يدور حاليا حول تطبيع وسلام لا يمكن فصله عما يحاك لإيران فهؤلاء يعتبرون ايران هي العدو ثم ضموا اليها تركيا وصارت الصهيونية عندهم هي التحضر والسلام اما الاعداء فهم العثمانيون والفرس او كما يسمونهم الصفويين
الامر لا يستغرب فالأمور تفهم من بداياتها فشتان بين دول لها حضارة ضاربة في التاريخ واخرى تكونت في اجتماع لتقسيم المنطقة .
فقبل فترة شنت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الذباب الالكتروني مضمونها ان شعوب شمال افريقيا ليسوا عربا وليسوا منا كما يقولون هم واننا بربر ولا علاقة لنا بالعروبة
ان كانت هذه العروبة التي يفتخرون بها فلا نريدها ولا شأن لنا بها فكل دولة وكل شعب في المنطقة له امتداد ل 3000 سنة على الاقل ضاربة في القدم والتاريخ وقرطاج تشهد ويوغرطة يشهد كما تشهد حضارة فارس وحضارة العثمانيين .
العروبة قيم ومبادئ وليست تسميات وزي رسمي .