بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / الى الرئيس قيس سعيد : الشعب يدرك أنك نزيه وصادق لكن ضرب رؤوس المافيات لا يكون بالشعارات

كتب محمد عبد المؤمن

الى الرئيس قيس سعيد : الشعب يدرك أنك نزيه وصادق لكن ضرب رؤوس المافيات لا يكون بالشعارات

مر على تونس منذ 2011  وقبلها عدة رؤساء لكن من وصلوا الى السلطة والى قصر قرطاج بالإرادة الشعبية الحرة لا يتعدى اثنين هما الراحل الباجي قائد السبسي والرئيس الحالي قيس سعيد.

بين الباجي وسعيد كان هناك رؤساء بعضهم جاءت به الصدفة او الغفلة مثل فؤاد المبزع وسرعان ما نسي وبعضهم جاء بديمقراطية البرلمان وهو الدكتور المنصف المرزوقي وهو من الشخصيات التي ظلمت كثيرا وتحملت كثيرا لكنه استطاع ان يفرض اسمه ضمن قائمة رؤساء تونس كشخصية كسبت احترام خصومه قبل انصاره.

بعد 2011 دخلت تونس في مرحلة صعبة بل صعبة جدا ومعقدة زادتها الاوضاع الدولية والاقليمية صعوبة وتعقيدا .

ضمن هذا كله وصلت شخصية مغمورة الى الرئاسة اجمعت حولها نسبة كبيرة من التونسيين واعطوها ثقتهم ومنحوها  فوزا باستحقاق.

قيس سعيد الرئيس ليس محل تجريح في شخصه او في نواياه فالجميع يعلم كونه نزيه ونظيف بلغة السياسة اليوم لكن السؤال هنا: هل تكفي النزاهة والصدق ونقاوة السريرة لمحاربة هذا الاخطبوط من الفساد التي تغلغل واستحكم ومد اذرعه.

هنا قد تكون الرسالة التي نوجهها لرئيس الجمهورية قيس سعيد تتجاوز الموقف الذاتي او لمجموعة الى موقف الكثير من التونسيين وهو:

آن الاوان للانتقال من مرحلة الشعارات الى مرحلة الفعل والفعل الصارم.

الحديث عن الفعل لا يجب ان يوهمنا بان الحل هو الانقلاب على الشرعية مثلما يروج البعض فمهما كانت الاوضاع صعبة في ظل الديمقراطية فهي افضل بكثير من الديكتاتورية وديمقراطية تتعثر خير وافضل من ديكتاتورية مسيطرة تفرض الانضباط بالقمع والقوة والتخويف والترهيب.

قيس سعيد انتقل في الاشهر الاخيرة الى اطلاق التحذير تلو التحذير لكن لمن؟

هي لرؤوس الفساد التي صرح اكثر من مرة كونه يعرفها ويعرف ما تحيكه في الغرف المظلمة ومع من تتعاون وممن تتلقى الدعم في الداخل والخارج .

كل هذا جيد ولا بد من قوله .

لكن الى متى سنظل هنا تقول يا رئيس تونس الشرعي والمحبوب ونحن نستمع .

نعم كان يعجبنا كلامك و يعبنا حاليا  لكن اليوم لا فائدة في ان تقول ما يعجبنا لأننا لن نصفق فزمن التصفيق انتهى وزمن حاضر وانت ادرى وانت تعلم مصلحة التونسيين انتهى ايضا.

اليوم الكل يسأل وينتقد ويقول كفى.

لم نعد نريد تحذيرات ولا حديث عن المؤامرة لان الكل يعلم ان هناك مؤامرة ويعلم من يحيكها في الخارج ويدفع  الدولارات لتمريرها ولمن يدفع .

اليوم هو زمن تفعيل وتطبيق القانون وشعار لا احد فوق القانون لم يعد ينفع لأنه شعار بل سينفع عندما يصبح تطبيقا وممارسة .

اليوم السياسي محمي من المحاسبة .

والنقابي محمي من المحاسبة

والنجم المشهور محمي من المحاسبة.

بل اكثر من هذا قد يحمي صاحب المال والجاه نفسه بماله وعلاقاته .

الى رئيس الجمهورية قيس سعيد

الشعب يقول لك اضرب ونحن معك .

لكننا لا نريد ضربا كالذي يدعو اليه البعض من الذين يريدون سيسي جديد او قذافي آخر .

تونس في حاجة الى رئيس يتحمل مسؤولياته بالقانون والدستور لان الحل والعلاج لن يكون الا بهما وبالاعتماد عليهما .

اما دعوات تحريك الجيش وحل البرلمان وفرض الانضباط بالقوة والسلاح فهو المؤامرة الحقيقية .

آخر العلاج ليس الكي في حالتنا التونسية اليوم بل كشف الحقائق وفضح أي متورط مهما كان اسمه ولو كان محميا من بن فلتان او الف وسيلة اعلام ولوبي يمتلك خزائن الدولارات التي يغدقها وينفقها لشراء الذمم والضمائر .

نشر هذا المقال في الجرأة الأسبوعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى