بكل جرأة/ الى وزراء بورقيبة: زماننا غير زمانكم ولستم ملائكة فلا تحركوا المياه العكرة حولكم
كتب محمد عبد المؤمن
من الطبيعي ان تخرج أي شخصية من هذا الجيل ام من جيل بن علي وحتى من جيل بورقيبة فيدلوا بموقفهم ورأيهم فيما يحصل واعطاء النصيحة واجب .لكن عندما يعلن كون الشخصيات القديمة ستجتمع بهدف انقاذ تونس بمعنى انهم يحكمون كون تونس تنهار فهذا أمر آخر.
اولا ما نعيشه اليوم هو في الكثير من جوانبه نتاج لما صنعوه سابقا فبورقيبة زعيم وطني ومعترف له بنضاله لكنهم هم من ادخلوا في رأسه فكرة الرئاسة مدى الحياة وهم من كانوا يتغنون بمجده وانه سيد الاسياد وهم من اختاروا حكم الحزب الواحد فالحزب الدستوري لم يكن بذلك البياض الناصع الذي يصورونه لنا فهو الشعبة وهو لجان التنسيق وهو الحزب الذي كان فوق الدولة.
للثورة تبعات اقتصادية خاصة لكنها تبقى افضل الف مرة مما كان ان كان في فترة بن علي او بورقيبة.
المتمعن في الاسماء التي ستشارك من وزراء بورقيبة في الاجتماع الذي حدد ليكون بسوسة يوم 18 جانفي ليس فيهم أي شخصية من الذين حاولوا في وقت من الاوقات اصلاح الحزب من الداخل فلا معهم حسيب بن عمار ولا احمد المستيري ولا الباجي قائد السبسي ولا محمد الناصر بل جلهم كانوا ممن تصدوا لهذه الحركة الاصلاحية وهو ملف كبير .
طوال 16 سنة من عملي في ميدان الصحافة اجريت حوارات مع جلهم والتقيت بآخرين في ندوات وسمعتهم بما في ذلك في مؤسسة التميمي وايضا وهي مجرد اشارة عابرة عرفت من هم فلا داعي لصنع بطولة زائفة فجلهم خدم نفسه قبل ان يخدم الدولة وخدم الحزب قبل ان يخدم الوطن ولعلهم يواصلون اهتمامهم بمشاريعهم “وافارياتهم” التي جمعوها في فترة بورقيبة خير لهم ولا يحركوا المياه العكرة حولهم .
.تونس اليوم ليست في حاجة الى بطل ولا انشتاين لينقذها بل في حاجة الى تصفية النوايا وترك الخلافات والصراعات بما فيها الايديولوجية وتحتاج الى احزاب متينة تدرك ما معنى دولة وتحمل ثقافة الدولة وايضا في حاجة الى شخصيات وطنية لا شخصيات حزبية همها السلطة والمنصب والامتيازات تحت ذريعة انقاذ الوطن .
تونس لها مشاكل كثيرة لكنها بخير وليست في حاجة الى حلول الماضي التي اوصلتنا الى الثورة .