بعيدا عن شعارات التضامن العربي: الغرب ” الكافر” يدعم تونس بأكثر من مليار دولار لمواجهة الأزمة ودول الخليج الشقيقة لم تكن شقيقة
تونس – الجرأة نيوز : محمد عبد المؤمن
ان تكون هناك حسابات سياسية وايديولوجية في العلاقات بين الدول العربية في دعم الغنية منها لمحدودة الامكانيات فهذا أمر مفهوم في الاوضاع الطبيعية اما ان يتواصل هذا في فترة وباء يصيب كل العالم كانت مضاره الاقتصادية كارثية خاصة على الدول التي تصنف كونها فقير فهذا غير طبيعي.
قبل ايام قرأنا كلنا عن اخبار قيام دول خليجية بإرسال مساعدات لإسبانيا وايطاليا والولايات المتحدة لمساعدتها على مواجهة وباء كورونا رغم ان هذه الدول لا تنقصها الاموال بل ان الوباء فاجأها واربكها.
في مقابل ذلك فان الاشقاء الخليجيين اثبتوا فعلا كونهم غير اشقاء بالمرة ان كان لتونس او غيرها من الدول التي تمر بنفس الازمة مثل الاردن والسودان وغيرها.
فهذه الدول لا تمتلك ثروات طبيعية ولا بترولا ولا غازا لتجابه به الأزمة لكنها تمتلك العقل البشري .
دول الخليج هذه تسارع الى مساعدة امريكا كلما ضربها اعصار وما اكثر اعصاراتها ومنهم من اعطت رئيسا جاء لزيارتها 450 مليار دولار دفعة واحدة عندما قال لهم بكل وقاحة ادفعوا .
في مقابل هذا فان الغرب الذي نسميه الكافر وغير المسلم يسارع رغم ازماته لدعم البلدان المتضررة محدودة الامكانيات ومنها تونس فالاتحاد الأوروبي الذي يصارع الوباء يحول لتونس مبلع 250 مليون أورو بينما صندوق النقد الدولي يعجل بتخصيص 750 مليون دولار ويترك مسألة الشروط جانبا.
طبعا هذا لا يعني ان نحول صندوق النقد الى ملائكة لكنهم على الاقل في الغرب فهموا ما معنى ازمة وتعاملوا معها بمقاييسها.
في الجانب الآخر فان دول الخليج المسلمة تواصل انفاقاتها حتى في وقت الأزمة في الحروب والعدوان على غيرها وفي تخريب الدول الشقيقة ان كانت اليمن او ليبيا .
هنا نريد ان نسأل: اين الدعم لمصر الآن وهي في اشد الحاجة اليه ام ان خطر الاخوان انتهى ولا داعي لمساعدتها لتواجه كورونا.
هنا علينا ان نسأل أيضا: الم يكن بإمكان الاوروبيين ان يقولوا وما شأننا نحن لنساعد الدول الفقيرة الافريقية او غير الافريقية وفينا ما فينا من ازمات.
لكنهم لم يقولوا هذا بل قاله الاشقاء العرب ويحيا التضامن العربي الكاذب.