بئس التعليم : تلاميذ يتامى يقطعون سير درس شجرة العائلة للاقسام الثالثة بكاء و عويلا
لم يفكر واضعو المنهاج التربوي البتة في الاقلية من التلاميذ و لم يقرؤوا ما وراء الدروس وما يمكن ان تنجر عنه من الام تخلفها لابناءنا التلاميذ الصغار حتى ظل التعليم في تونس يشكو الخور و العور و لم تمتد اليه يد الاصلاح بالمرة .
في درس شجرة العائلة باللغة الفرنسية لاقسام السنوات الثالثة ابتدائي كان لزاما حسب طلب المعلمين ان يتم تجميع صور العائلة و يتم التنصيص على صفة كل واحد منهم .. هذا الدرس لم يكن بالسهل نفسيا على تلاميذ صغار حيث غمرت عيونهم الدموع بعد ان وجدوا انفسهم بلا سند سواء من الاب او الام او الاخوة و ذلك نظرا لحالة الوفاة . و قد عرفت احدى المدراس الابتدائية بولاية سوسة مشهدا حزينا حيث قطع التلاميذ اليتامى سير الدرس بالبكاء و العويل تأثرا على فقدان اباءهم. و تفيد الاخبار الواردة ان حالة البكاء التي شهدها التلاميذ اليتامى تواصلت حتى بعد الدرس حيث حيّر الدرس مواجعهم و اهتز كيانهم وجعا على غياب احد الوالدين .
كان لزاما ان يراعي تعليمنا الجوانب التي يمكن ان يثيرها في نفوس التلاميذ و ان يكون سير الدرس بطريقة اخرى تحفظ نفسية التلاميذ الصغار الهشة من عذابات الفراق الذي حطّم الكبار فما بالك بالصغار .