الى رئيس الجمهورية: الاتفاق البحري والنفطي بين ليبيا وتركيا يمس أمننا القومي ولا يحل بمجرد مكالمة مع السراج

بينما نحن مشغولون بعراك النواب وبرامج ” الهشك بشك” والميوعة فان هناك من يعمل قرب حدودنا البحرية والبرية ويستفيد من الاوضاع في المنطقة ليحقق مكاسب ومصالح له.

المشكلة ليست في ان تبحث دولة ما عن مصالحها فهذا امر طبيعي لكن المستغرب هو ان الاتفاقات تبرم وتوقع ونحن آخر من يعلم فلا وزارة الخارجية تصدر بيانان توضيحيا لتفسر ما يحصل ولا الرئاسة تتكلم حول الامر ولا أي جهة كانت.

ما نتحدث عنه هو الاتفاقية الاخيرة التي أبرمت بين تركيا وليبيا جارتنا بريا وبحريا .

هذه الاتفاقية لها وجهان الاول عسكري والثاني اقتصادي .

بالنسبة للمعاهدة العسكرية فهذا شأن ليبي وهذا صحيح لكن لا يمكن فصله تماما بل هو شأن تونسي ايضا لان ما يجري ويحصل تتأثر به بلادنا مباشرة لانه على حدودنا البرية والبحرية .

الأمر الثاني هو الاتفاقية الاقتصادية والتي بمقتضاها ستتولى تركيا التنقيب عن النفط والغاز وهنا نتساءل: الا يعلم صناع القرار في بلادنا ان هناك خلافا قديما مع ليبيا حول الجرف القاري وان التحكيم الدولي الذي حصل في فترة القذافي  شابته هنات كثيرة بل لم يكن محايدا وتدخلت فيه اطراف دولية ليكون لصالح ليبيا ويمكن في هذا الخصوص الرجوع الى العميد الصادق بلعيد الذي يعتبر الأكثر اطلاعا على هذا الملف.

الأمر الآخر هل يعقل ان يتم ابرام اتفاق تنفيذه سيحصل على حدودنا او قريبا منا ثم تأتي مكالمة من قبل رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج لرئيس الجمهورية وهذا بعد امضاء الاتفاق أي ان الامر حصل وانتهى.

هنا لا يعنينا الخلاف بين شرق ليبيا وغربها او بين المجلس الرئاسي في طرابلس و حفتر بل ما يهمنا هو مصالح تونس .

مثل هذا الامر المعقد لا يحل بمكالمة من قبل السراج او غيره والامور لا تتم هكذا فالأمر له علاقة بأمننا القومي ككل .

بالعودة الى ملف الجرف القاري علينا ان نطرح سؤالا : ما هو الافاق الذي حصل بين بن علي والقذافي عام 1988 بمعنى ما هي خفاياه واين الموارد ولماذا لا تعلن بنود الاتفاق ان كانت مكتوبة؟

ما حصل حينها ان ملفا كبيرا ومعقدا حل في جلسة بين ديكتاتورين ولا يعلم ما دار بينهما وبماذا خرج كلاهما والاهم ماذا استفادت تونس منه كدولة لا كنظام.

منطقة المتوسط صارت اليوم محل اهتمام الجميع ونحن نرى الدول الكبرى اقليميا ودوليا تهرول نحوها والاتفاق الأخير بين تركيا وليبيا هو جزء من هذا الصراع الذي يعنينا ولا يمكن ان نتعامل معه وكأنه شأن خارجي .

محمد عبد المؤمن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى