النادي الإفريقي في مفترق طرق: أزمة إدارة تُهدد تاريخ فريق عريق

ليس من قبيل التشاؤم، بل من صميم الواقع، أن نقول إن النادي الإفريقي يعيش أزمة هيكلية حقيقية، تتجاوز النتائج الرياضية وتمتد إلى عمق الإدارة والحوكمة. فقبل أقل من 24 ساعة على غلق باب الترشحات للجلسة العامة الانتخابية، لا توجد أي قائمة معلنة جاهزة لتحمّل المسؤولية، في مشهد صادم لجماهير نادي باب الجديد.

ورغم التصريحات التي تحدثت عن استعداد خمس شخصيات لقيادة النادي، إلا أن المفاجأة كانت في انسحابها جميعًا في اللحظات الأخيرة، ما يدفع للتساؤل: ما الذي يحدث في كواليس الإفريقي؟

تصريحات الأمريكي تشامبرز كشفت أن الخلافات الداخلية وتضارب المصالح هي السبب الرئيسي، وهو ما يفسّر أيضًا رفض كمال إيدير ترؤس النادي، رغم موافقته الأولية. ووسط كل هذا، برزت حادثة الهجوم على منزل هشام المناعي – الذي كان بصدد تشكيل قائمة مترشحة – لتؤكد وجود جهات تضرب تحت الطاولة بهدف إجهاض أي مبادرة إصلاحية.

بعيدًا عن التحاليل الفنية، الأزمة في الإفريقي اليوم إدارية بامتياز. فريق بحجم النادي الإفريقي لا يمكن أن يظلّ رهينة صراعات شخصية، ومناورات لا تخدم تاريخه ولا جماهيره.

على سلطة الإشراف أن تتدخل فورًا لإعادة الأمور إلى نصابها، فغياب هيئة مديرة مستقرة يُهدد ليس فقط الحاضر، بل مستقبل الفريق أيضًا. أما الحديث عن الانتدابات والألقاب، فيبقى مؤجلًا إلى أن تُحل العقدة الأساسية: من يقود الإفريقي؟

Scroll to Top