القيروان : مخترعان تونسيان ينجحان في صنع جهاز تعقيم للفضاءات تعادل نجاعته ظروف التعقيم بغرف العمليات الجراحية

25 يوما من البحوث والتجارب كانت كافية كي ينحج المخترعان محمد زيد وحمدي بوعمود، أصيلا ولاية القيروان، في صنع جهاز يعمل بالكهرباء يمكن من تعقيم الفضاءات مهما كانت مساحتها بطريقة تعادل نجاعتها نجاعة التعقيم داخل غرفة العمليات الجراحية، وهو جهاز يعمل دون مواد تعقيم ومقتصد للطاقة.

فكرة صنع هذا الجهاز كانت وليدة أزمة الكورونا، وفق ما أكده محمد زيد، مضيفا أن “الحاجة أم الاختراع”، وأن “انتشار العدوى وحالات الوفيات المسجلة داخل البلاد وفي أرجاء العالم، وحالة الخوف لدى عامة الناس، وتحذيرات وزارة الصحة المتكررة، كانت كلها الدافع الذي جعلنا نفكر في اختراع آلة تمكن من تعقيم الفضاءات بطريقة أنجع، ومختلفة عما هو معمول به في الوقت الراهن”.

وتابع “لاحظنا أن أغلب أجهزة التعقيم المستعملة حاليا تعتمد على إضافة مواد التعقيم، وهي عملية مكلفة بالنسبة للمؤسسات، خاصة في مثل هذا الظرف، بالإضافة إلى الضرر الذي يمكن أن تخلفه هذه المواد الكيميائية عند استنشاقها المتكرر من قبل الأشخاص”، وفق قوله.

وأكد محمد زيد أن تجسيم الفكرة/الاختراع لم يكن سهلا في البداية، لكن أمام الوضع الذي مرت به البلاد، “كان الحلم والتحدي، ثم الاصرار، بعد محاولات متكررة، حتى رأى هذا الاختراع النور، وصار حقيقة”، موضحا أن الجهازهو عبارة عن مفاعل صغير مرتبط بجهازين آخرين (أو أكثر، حسب مساحة الفضاء) يطلقان ذبذبات كهرومغناطيسية تقضي على الميكروبات والفيروسات، وتقوم بتعقيم الفضاء وتنقية الهواء الموجود فيه، ليتحول إلى غاز الأوكسيجين.

ومن جانبه، أفاد حمدي بوعمود، وهو مخترع وتقني سام في الاعلامية الصناعية، بأنه تم إثر صنع الجهاز، التوجه الى مخبر تحاليل في ولاية القيروان لمزيد التأكد من نجاعة الاختراع، حيث قامت الدكتورة أميرة عطية، وهي متصرفة بهذا المخبر، ومكلفة بالجودة، في تجربة أولى، ثم في تجربة ثانية (تابعتها مراسلة “وات” على مدى يومين من بدايتها إلى غاية صدور نتائج التحاليل)، بزرع مجموعة من الجراثيم والبكتيريات في أماكن تم تحديدها في غرفة مغلقة، ومن بينها ميدعة طبية.

ثم تم في مرحلة ثانية رفع عينات من تلك الأماكن الملوثة بالجراثيم لتحليلها، لتظهر نتائج التحاليل بعد 24 ساعة أن نتيجة التعقيم كانت ناجعة، وتراواحت بين 94 و99 بالمائة. وفي هذا الاطار، أوضحت الدكتورة أميرة عطية، أن نتائج التعقيم المسجلة تعادل ما يتم تسجيله في غرف العمليات الجراحية، والتي تتراوح بين 95 بالمائة فما فوق.

وأشار حمدي بوعمود إلى أن هذا الجهاز يمكن استعماله في الفضاءات المغلقة، ويحتاج فقط إلى ربطه بالكهرباء، كما يمكن استعماله في السيارات والحافلات، مبينا أنه يمكن، على سبيل المثال، استعماله لتعقيم قاعات الامتحانات، خاصة وتونس مقبلة خلال شهر جويلية القادم على إجراء الامتحانات الوطنية.

وأكد أن التجارب التي تم اجراؤها على الجهاز، أثبتت أن الجهاز ليس قادرا فقط على تعقيم الهواء داخل الفضاءات وتغييره إلى هواء نقي، بل إنه يقوم بتعقيم كل محتويات هذه الفضاءات من أثاث، على غرار الستائر والحواسيب واللوحات والثياب وغيرها.

وعن آفاق إنتاج نماذج من هذا الاختراع، شدد محمد زيد على أنه “الجهاز صنع بأياد تونسية، وسيبقى تونسيا، وسيتم تصنيعه في تونس، رغم وجود اغراءات من دولة شقيقة لاقتناء فكرة الاختراع وتصنيعه بها”، على حد قوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى