القصة الكاملة لوباء “عمواس” في زمن الصحابة وكيف انتصروا عليه بفضل تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم
كل العالم اليوم يعيش حالة خوف وهلع جراء وباء كورونا التي انتشر بشكل كبير في كل العالم .
وكل الدول باتت تفعل الحجر الصحي الشامل وهو اجراء وان كان معاصرا ويخطط له مختصون الا انه فعل في زمن الصحابة ودعا اليه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل قرون.
من بين اخطر الازمات التي تعرض لها الصحابة قبل نحو 1400 عام كانت وباء عرف بطاعون عمواس فما هي قصته وكيف تمت مواجهته ؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أول من فرض الحجر الصحي ودعا اليه في أحاديث صحيحة وثابتة.
حيث كان الأكثر حرصًا على أرواح وصحة الناس حيث أمر الناس بملازمة منازلهم وبلادهم في حال تفشى فيها وباء مثل الطاعون وعدم مخالطة المرضى وفي هذا قال: “إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها”، وقال أيضًا: “الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف”.
بالعودة إلى عام 18 هـ، وقبل التطور العلمي الذي نعيشه اليوم، نجد أن المسلمين واجهوا كارثة حقيقية “طاعون عمواس”، الذي أودى بحياة نحو 30 ألف مسلم، وقد كان هذا الرقم ما يقرب من تعداد نصف المسلمين آنذاك.
تم اكتشاف وباء “عمواس عندما أراد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب زيارة الشام، والتقى مجموعة من الأمراء على حدود الحجاز والشام، وأخبروه بانتشار المرض بها، تشاور مع مَن معه، وآثر عدم دخولها.
اتخاذ الإجراءات وفق ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم
ورغم رفض الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح الخروج من الشام، وقد كان واليًا عليها، عملاً بما جاء في حديث الرسول بعدم الخروج من أرض الطاعون، واعتقادًا أن في ذلك فرارًا من قدر الله، وقال حينها مقولته الشهير: “إني في جند المسلمين، ولا أجد بنفسي رغبة عنهم”.
ولم يرتفع الطاعون إلا بعد تولي عمرو بن العاص الإمارة في الشام، عندما أخذ بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك؛ فخطب فيهم قائلاً: “أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه في الجبال”.
وبتلك الطريقة استطاعوا القضاء على الوباء الذي شكّل خطورة كبيرة على دولة الإسلام في تلك الفترة؛ وذلك أخذًا بأسباب الوقاية منه، والقضاء عليه.
صحابة كبار استشهدوا بسبب طاعون عمواس
أودى هذا المرض الوبائي بحياة الكثير من الناس منهم: أبو عبيدة بن الجرّاح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل وغيرهم كثير.