القاضي الذي تم عزله المكي بن عمار :” أقيمي لي جنازة محترمة يمشي فيها صغار اللصوص و المتمردون على القطيع”
كتب القاضي الذي تم عزله و ادخاله الى مستشفى الرازي المكي بن عمار الذي اشتهر بفضح للوبي حرق المحاصيل الزراعية رسالة عبر صفحته الى شقيقته دلال جاء فيها :”
أعلم أني سأموت عظيما . و هذه الوصايا الخمسة لشقيقتي الغالية «دلال» تنفذها بعد موتي .
إذا مت يا عزيزتي :
1- لا تذكري أبدا أني كنت عظيما لأن الانتقام البشع الذي سأصبه على أعدائي سوف يكون الشاهد على عظمتي .
2- لا تقيمي عزاء على شرف موتي يحضره الأفاقون و الطماعون ليملؤوا بطونهم بالطعام و يترحموا علي و هم في قرارة أنفسهم يلعنونني في وقت لا أستطيع فيه القيام لطردهم . و إن كان و لا بد من العزاء فإن استطعت أن تضعي لهم السم في الطعام فافعلي .
3- أقيمي لي جنازة محترمة يمشي فيها صغار اللصوص و المتمردون على القطيع و لا تتركي القرون تمشي فيها و لا تسمحي لأقربائي بتشييع جنازتي فهؤلاء قاموا بتلويث حياتي و لا أريد أيضا أن يدنسوا موتي .
4- لا تسمحي لرجال الدين بتلاوة الترهات على جثتي أو ترديد الخرافات على قبري في وقت لا أستطيع فيه الكلام لفضحهم .
5- اكتبي على شاهد قبري هذه العبارات الثلاثة :
« لا وجود للرب »
« إنما هي أرحام تدفع و أرض تبلع »
« هذا ما جناه علي أبي و لم أجني على أحد »
و لا تحزني من استقراري في الجحيم إذا كان الجحيم موجودا لأني هناك سوف أحظى بصحبة الأغنياء و الملوك .
( شقيقك المحب المكي بنعمار )
وكان بن عمار قد ذون بعدها تدوينة جاء فيها
و تخفي في نفسك ما الله مبديه .
عندما أشاهد نظرات الازدراء في عيون التونسيين بسبب ثيابي المهترئة و حالتي الرثة يزداد قلبي اشتعالا بالحقد عليهم هذا الشعب التافه المريض ناكر الجميل . أكثرهم يعرفونني أولئك الذين يوجهون لي نظراتهم المسمومة و أنا أتجاهل نظراتهم و تلميحاتهم .. أكظم غلي المتأجج في أعماقي و أقابلهم بالابتسامات لأن الابتسام في وجه العدو يحرمه تلك اللذة المرضية في الشماتة . هم يقدمون لي أكبر خدمة بدناءتهم و نذالتهم لأنهم يزيدون من سكب الزيت على نار حقدي التي لا أريد لها أن تخمد أو تبرد .. بس لما يجي أوان الضرب راح نتحاسب .
أقول لكم :إياكم أن ترحموني لأني عندما تأتي فرصتي لن أشفق على أي تونسي أو تونسية يقع في قبضتي .