الغنوشي يترك رئاسة النهضة مجبرا …شخصية أخرى للقيادة
يظهر ان تولي راشد الغنوشي رئاسة مجلس نواب الشعب بعد اصرارمن الحركة على ترشيحه ثم عقد صفقة مع قلب تونس لتمرير هذا الترشيح ثم ضمان التصويت الكافي له كل هذا كان مدروسا لان هناك ادراك منه ومن المحيطين به كون الوضع سيتغير في الحركة قريبا .
بينت استطلاعات الرأي الاخيرة التي اجرتها مؤسسة سيغما كونساي كون الغنوشي بات في ذيل القائمة من ناحية ثقة التونسيين فيه وايضا من ناحية شعبيته والاغلب انه في سبر الآراء القادم لن يكون اسمه موجودا مطلقا.
هذا الامر منطقي فالغنوشي تحرك في فترة ما بعد الانتخابات وظهر كشخصية متلاعبة متلونة تقول الشيء وضده ولولا الحياء لوصف بكونه يكذب كثيرا وهو كذب سياسي لكنه يبقى كذبا.
المسألة الاخرى ان الغنوشي ظهر في صورة المستعد للتحالف مع رموز الفساد من اجل المصلحة أي هي سياسة الغاية تبرر الوسيلة بل هو فعل ذلك.
هذا الوضع انضافت اليه وضعية صعبة داخل الحركة ذاتها فالنهضة اليوم لم تعد على قلب رجل واحد كما في السابق بل بان جليا كون هناك شق كبير يعارض الغنوشي وان الغنوشي وأقلية معه تسيطر على القرار في الحزب وترفض التسليم في السلطات.
في مقابل هذا فان هناك قيادات اظهرت امتعاضها جليا منهم الجلاصي ومحمد بن سالم وهؤلاء ابعدوا تماما .
لكن ما فاجأ الغنوشي وشلته ان وباء كورونا صنع نجما في البلاد هو وزير الصحة وهذه الشخصية ازاحت الغنوشي من مكانه وهو الذي لم يعد قادرا على فرض ان يتم اختياره بالتزكية مجددا في المؤتمر 11 للحزب ليكون مرة اخرى قد تكون العاشرة او اكثر رئيسا للحركة وصاحب السلطات.
الغنوشي لم يعد يستطيع ان يكون رئيس الحركة والحزب مجددا فهناك شخصيات اخرى ستأخذ المكان وتملؤه منهم المكي.
محمد عبد المؤمن