بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن/ الحرب على كورونا تتخفى وراءها حرب أخرى لإعادة تشكيل العالم

    كل العالم اليوم مشغول بالحرب على الوباء الذي ظهر فجأة وانتشر بشكل سريع وخطير .هذا الوضع أربك الجميع وخاصة الدول الكبرى التي لم تضع في اسراتيجياتها مخططات لمواجهة مثل هذا السيناريو الذي لم تتوقعه لا أجهزة المخابرات ولا مراكز الأمن القومي ولا مراكز البحث التي تضم اكبر الخبراء والباحثين . فالكل فكر في حرب محتملة بين امريكا والصين او مع روسيا او مواجهة نووية ووضعوا مخططاتهم لكن لا احد احتاط لحرب مع كائن متخفي لا يرى .

كورونا هذه ظهرت كقوة جبارة وقف الانسان امامها عاجزا الى الان ارجعته لحروب خسر فيها الكثير حصلت قبل قرون وكأن العلم والتطور لم ينفع في شيء وهي الحروب مع الأوبئة.

لكن مع هذا فان فيروس كورونا ليس هو فقط مسرح الحرب التي استيقظت فجأة بل هو القادح الذي حرك حربا شفية تدور رحاها حاليا لكن في الخفاء لإعادة تشكيل العالم من جديد.

فالكل يعلم انه سيأتي يوم وتنتهي كورونا اما بعلاج او لقاح او برحمة من السماء ومن الله وبعدها سيكون هناك واقع آخر وعالم آخر ومعطيات ومقاييس اخرى.

تحدث بعض الخبراء الاستراتيجيين حول هذا الامر وكلهم باتوا يجمعون كون العالم بدأ يتغير ان كان من ناحية مراكز قواه او من ناحية وعي الشعوب وقادة العالم.

من الاشياء الظاهرة التي يجمع حولها الخبراء هي ان الولايات المتحدة اكبر المتضررين من هذا الوباء وان كسادا اقتصاديا يهددها بدأت معالمه تظهر .

الادارة الامريكية انطلقت في التعامل مع هذه الكارثة وفق منحيين الاول باستخدام الاموال المتوفرة في الخزينة الامريكية وهي ليست قليلة لكنها رغم ذلك غير كافية حيث امر ترامب بتخصيص 2 تريليون دولار لازمة كورونا .

هذا المبلغ الضخم وجد انه لم يكن كافيا مع جيش العاطلين والمتضررين في امريكا من البطالة وتوقف الانتاج وهي المشكلة الكبرى.

من هنا فانه تم اللجوء الى الاحتياطي النقدي بمعنى آخر هو طباعة الدولارات وقد حدد رقم 4 تريليون دولار لكن لهذا الامر تبعات خطيرة ستظهر ككارثة اقتصادية بعد انتهاء ازمة كورونا حيث ان هناك احتمالا كبيرا كون تضخما سيصيب الولايات المتحدة والعالم.

المعضلة الاخرى التي تواجهها امريكا حاليا وبقية الدول الأوروبية والمتقدمة هي توقف الصناعة بشكل يكاد يكون كليا في حين ان الموارد الامريكية تتأتى من هنا خاصة الصناعات العسكرية وفائقة الدقة أي التكنولوجيات الحديثة.

من هنا فان الخبراء يتحدثون عن ما بعد الصناعة عند انتهاء ازمة كورونا أي كيف يمكن ارجاع عجلة الصناعة لنسقها وكم سينفق من اجل ذلك وهل ستكون هذه الاموال متوفرة.

الامر الاخر الذي سيتغير بعد انتهاء كورونا هو اهتزاز الثقة في النظام الرأسمالي وما يرتبط  به من تحالفات والاتحاد الأوروبي خير مثال لذلك حيث اثبتت الأزمة انه أوهن من بيت العنكبوت رغم انهم تداركوا الامر ويحاولون الاصلاح حاليا .

اما مسألة هل تفتك الصين الصدارة من الولايات المتحدة ام لا فليس هذا المهم لان التحولات بعد كورونا لن تظهر بسرعة بل قد تأخذ عشرية كاملة حتى تتوضح الصورة .

هنا بات بعض الخبراء يتحدثون عن حكومة العالم وهو نظام جديد قد يتشكل استعدادا لمواجة القادم بما فيه اوبئة جديدة قد تتفجر في أي وقت .

فهم يرون او على الاقل يخشون ان تكون كورونا مجرد بداية لتحولات في الارض والعالم لا يعرفون كيف ستحصل والى ماذا ستؤدي.

فالعالم بعد كورونا مقبل على كساد كبير اكثر حدة بما حصل في 2008 وما حصل بعد الحرب العالمية الثانية بل ان هناك احتمال لانهيار أنظمة وتفجر الأوضاع في الكثير من بقاع العالم وهي سيناريوهات مرعبة ليس معلوما الى ماذا ستنتهي.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!