الصافي سعيد : محمد مرسي زعيما و شهيدا
نشر الكاتب الصحفي و النائب الصافي سعيد مقالا مطولا على صفحته الرسمية على موقع الفايسبوك نفى فيها تمجيده للديكتاتوريات معتبرا أنه كان دائما نصير الثورات و هذا نص المقال
بعد الإنتخابات التشريعية وفي إطار الحسابات السياسية الضيقة والتموقعات الزائلة إنطلق الكثير من السياسيين ومن جمهورهم كذلك في موسم التشويه والإتهامات والتخوين والإشاعات ضد أطراف يعتقدون أنهم ينافسونهم في بعض المراكز في الدولة، ومن بين المستهدفين كالعادة نائب الشعب والأستاذ الصافي سعيد … ومن بين المسائل التي روجت حديثا والتي يستعملها خسيسي السياسة التونسية، دفاع الصافي سعيد عن الدكتاتوريين العرب مثل بشار و السيسي و بن علي إلخ ..
لقد نشأ الصافي سعيد في زمن إندلعت فيه أكبر الثورات، وبدأ شبابه كتلميذ لزعيم الثورة الجزائرية العظيمة أحمد بن بلة وهو يعتبره الأب الروحي له وقد كان من كتب مذكراته الخاصة في كتاب “بن بلة يتكلم” .. وكتب أيضا عن الثورات وعايشهم وعاصرهم وكان دائما نصير الأحرار وصديق كل ثورة تحدث في العالم والوطن العربي بحكم مرجعيته اليسارية .. من يقرأ كتب الصافي سعيد مثل كتاب خريف العرب (الذي كان ممنوع في تونس) يكتشف كيف أنه فضح الأنظمة العربية في ذروتها وعارضها وتنبأ بسقوطها (لكنهم لا يقرؤون)، و تيمُنًا بهذا الكتاب أطلق الصافي سعيد كلمة “الربيع العربي” على موجة الثورات العربية بعد أن كانت خريفًًا…
البعض من هؤلاء تداولوا غلافا من جريدة الملاحظ في عهد بن علي وزعموا أن الصافي يمجد في الأخير، ولكن لم يجرؤ أحد منهم أن ينشر المقال كاملا، ففي ذلك الحوار لم يتطرق الصافي إلى بن علي بتاتا بل بالعكس طلب من الصحفي أن لا يتحدث إلا عن السياسيات الدولية ولكن الصحفي الخسيس نشر ذلك العنوان وتعلل بعد ذلك بأن جريدته مهددة بالغلق إن لم يضع مقالا يمدح فيه “بن علي” ..
وفي ذلك الوقت كان الصافي خارج تونس وكان بن علي مستولي على أرضه ويمنع كتبه من النشر هنا، كذلك كتاب سنوات البروستات الذي نشر بعد الثورة بقليل والذي تنبأ فيه الصافي سعيد بسقوط بن علي خير دليل على معارضة الصافي له (لكنهم لا يقرؤون) الصافي سعيد دافع في 2012 عن الدولة السورية وقال أن الثورات تعاد لكن الوطن لا يعود، وعارض التدخل الأجنبي في سوريا ووصف بأن ما يحدث هناك حفل شواء ضخم بقيادة دول العالم التي تريد أن تقسم سوريا فيما بينها،
ولكن الصائدون في الماء العكر جعلوا من هذا الموقف دفاعًا عن بشار الأسد، والآن نجد ثمانية دول تتصارع في سوريا ولم يعد وجود للدولة السورية ولا لبشار الأسد في حين أن الشعب السوري نصفه ميت وغريق و النصف اللآخر مشرد في جميع دول العالم وهذا ما حذر منه الصافي سعيد وهو دفاع عن الوطن السوري ولم يكن دفاعا عن بشار الأسد أبدا.
الصافي سعيد توقع أن استحواذ السيسي على السلطة في 2013 وتحالفه مع السعودية سيكون انطلاقة جديدة للتاريخ العربي ورد إعتبار للسيادة العربية المفقودة، وهو كان مجرد توقع لكنه لم يكن صائبا وفعل السيسي ما فعل بشعبه وبالسيادة المصرية ووضع مع حلافائه رؤوسنا في التراب وهذا ما تراجع عنه الصافي لاحقا ووصف محمد مرسي بالشهيد وبالزعيم الذي رفعه الجيش فوق الشجرة ثم أطلق عليه النار، وهنا نعود إلى سوء نية من يقودون الحملة على الصافي بأنهم سمعوا توقعه النجاح للسيسي وغضوا النظر عن تراجعه عن ذلك التوقع وتغير موقفه من القضية المصرية. نكتفي إلى حد الآن بهذا القدر ونقول أن من يؤمن بالصافي كفكرة وكمشروع سوف يبحث ويدقق بنزاهة وموضوعية، أما من يبحث له عن أبسط الأخطاء حتى يحط منه لفائدة آخرين، نقول لهم السياسية أخلاق ومواقف ومبادئ ومن يعرف الصافي سعيد يعرف أنه دائما في الصف الوطني الحر المستقل وأنه لم و لن يغير من مبادئه مقابل أي شيء.