التوتر بين النهضة وقيس سعيد بدأ باكرا …وحكومة الرئيس اثارت غضب الغنوشي والجملي

الجرأة نيوز – محمد عبد المؤمن

سلطت كل وسائل الاعلام الضوء على الندوة الصحفية التي عقدها يوم امس رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجمني ومع ما قاله حول عزمه تشكيل حكومة كفاءات بدون الاحزاب فان هناك زاوية اخرى يمكن ان نرصدها وهي ملامح الجملي خلال كلمته حيث ظهرت على وجهه علامات الانفعال ان لم نقل الغضب.

هذا الامر يمكن ان نربطه بخروجه السريع من قصر قرطاج وعدم حضوره الاجتماع مع الاحزاب الاربعة حيث اقتصر اثناء تواجده على محادثة مع رئيس الجمهورية ثم غادر مسرعا ليتوجه مباشرة الى دار الضيافة ويعقد ندوته الصحفية.

الامر الاخر الذي نشير اليه هو ما كشفه امين عام حركة الشعب زهير المغزاوي كون الغنوشي اجاب على مطلب قيس سعيد بضرورة العودة للتفاوض بقوله ان كل شيء انتهى ولا مجال لأي اتفاق جديد مع حركة الشعب والتيار.

كل هذا يتجاوز كون الغنوشي جاء بموقف مسبق كون التيار وحركة الشعب وتحيا تونس لن يكونوا اطرافا في الحكومة القادمة الى ما هو اعمق وهو ان رئيس النهضة اختار توجيه رسالة لرئيس الجمهورية كون السلطة الحقيقية بيد مجلس نواب الشعب وبما انه رئيس الحزب صاحب الكتلة الاكبر في البرلمان وايضا كونه رئيس المجلس فهذا يعني ان سلطته اكبر من سلطة سعيد.

هذه الرسالة ليست تأويلا بل هذا ما حصل حقيقة فدعم النهضة لقيس سعيد في الانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية كان اضطرارا اولا لان قواعدها تريد ذلك وثانيا لان الخيار محصور بينه وبين نبيل القروي وهو تحت ضغط شبهات الفساد التي تطاله ولا تستطيع النهضة دعمه .

بالنسبة للنهضة فهي تحبذ رئيسا منسجما معها وايضا قابل للقبول بالأمر الواقع كما التجربة مع الباجي قائد السبسي الذي قبل بالتحالف مع النهضة رغم التباين بينهما لكن بالنسبة لقيس سعيد فهو من “نوعية” اخرى .

فمن ناحية فان له رصيدا شعبيا يتجاوز النهضة بكثير وثانيا عنده برنامج يتخالف مع توجهاتها وما نعنيه هنا هو ما يسميه بالسلطة المحلية وسلطة الاقاليم أي انه مشروع قد يقلص سلطة مجلس نواب الشعب وهو ما لا تقبل به النهضة.

الامر الاخر الذي لا تستسيغه النهضة في قيس سعيد هو ما تعتبره شعبوية تنتشر سريعا لدى الرأي العام على غرار زيارته في ذكرى اندلاع الثورة لسيدي بوزيد في حين ان كل السياسيين كانوا يريدون هذه الزيارة منهم لكنهم يدركون انهم لا يستطيعون لانهم مغضوب عليهم شعبيا في اطار حالة غضب عام من السياسيين والاحزاب.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى