التعليم الخاص صار وجهة الكثير من العائلات هربا من الاضرابات وبحثا عن اكتساب اللغات
الجرأة نيوز :محمد عبد المؤمن
قبل سنوات كان التعليم الخاص مرتبطا بفكرة الفشل الدراسي خاصة في المستوى الثانوي لذلك كان المصطلح المستخدم هو التعليم الحر وفي ذلك احالة على عدم الانضباط وحتى التسيب.
لكن مع الوقت تغير هذا المفهوم لا سيما في التعليم الابتدائي حيث صار مرتبطا بالرغبة في التميز والحصول على خدمة تعليمية للأبناء تتسم بالجودة والمستوى الرفيع.
لو اردنا ان نتحدث عن طفرة ملحوظة في التعليم الخاص يمكن ان نحددها لعام 2008 وهذا الحكم نستقيه من الارقام اي من عدد التلاميذ المسجلين في مدارس خاصة وايضا من تزايد عدد هذه المدارس.
في عام 2006 وصل عدد التلاميذ في التعليم الابتدائي الخاص الى 14الفا لكن بعد عامين فقط تزايد العدد الى 20الفا واليوم نحن نتحدث عن اكثر من 50الفا وللتذكير فان هذا العدد لا يشمل الا تلاميذ المرحلة الإبتدائية اي من الاولى الى السادسة اعدادي كما يصنف حاليا .
الملاحظة الثانية ان هذا العدد يستثني ايضا المرحلة التحضيرية باعتبار ان كل المدارس الابتدائية الخاصة تقريبا لها فرع تحضيري .
نذكر هنا ايضا ان النسبة الكبيرة من المدارس الابتدائية الخاصة متواجدة في اقليم تونس الكبرى وخاصة ولايتي تونس واريانة بل ان العاصمة واحوازها تحتكم على قرابة 45بالمائة من هذه المدارس وحوالي 60بالمائة من عدد التلاميذ.
خيار ام اضطرار
الفصل بين الامرين لا يمكن ان يكون الا نظريا اما عمليا فيصعب ذلك لان ما يكون في البداية اضطرارا سرعان ما يتحول الى خيار والسبب يجب ان نصل اليه بقراءة موضوعية فالتعليم الخاص اليوم اكثر جودة في عدة مستويات سناتي عليها .
لكن السبب الاول والاهم والذي يجعل الكثير من الاولياء يتوجهون الى التعليم الخاص في المرحلة الإبتدائية هو انه يمثل حلا لمعضلة كبيرة وهي معضلة الوقت وضغوط الحياة اليومية حيث ان هذه المدارس تتحول الى حاضنة للأبناء طوال اليوم ما يريح الولي من عنت النقل والانتظار والصراع مع الوقت اضافة الى توفير خدمة اخرى وهي التكفل بغداء الابن ومراجعة دروسه.
حيث ان هذه المدارس توفر عناية خاصة للتلاميذ لا يمكن توفيرها في المدارس الحكومية مهما كانت متميزة او حتى نموذجية .
التميز الثاني يتعلق بجودة التعليم وهنا نقصد التركيز على اللغات الاجنبية اي الفرنسية والانقليزية وهذا المطلب مهم للاولياء الذين يفكرون في مستقبل أبنائهم وتوفير فرص هامة لهم في المستقبل في سوق العمل وخاصة بعد الاعتراف والاقرار بضعف المستوى في اللغات الاجنبية بالنسبة لتلاميذ المدارس الحكومية.
ايضا فان هذه المدارس تضمن النجاح مائة بالمائة تقريبا وتعد التلاميذ لاجتياز المناظرات الوطنية والتميز فيها.
من هنا يمكن ان نحدد اسباب الاختيار من الكثير من الاولياء على التعليم الابتدائي الخاص بكونها اسباب اجتماعية وايضا براغماتية اي الحصول على تعليم راق وجيد ومتميز.
لكن مع هذا علينا ان نعرج على مسألة مهمة وهي ان التعليم الخاص ليس متاحا للجميع والسبب ان المقابل المادي يعتبر مشطا ومرتفعا فهو اذن ليس في مقدور كل العائلات التونسية لذلك فصفة كونه نخبوي مازالت قائمة.
الاسعار في التعليم الخاص خاصة بالنسبة للمرحة الابتدائية يعتبر باهضا جدا خاصة ان شملت الخدمات الاقامة يوما كامل والطعام حيث يصل المعلوم شهريا الى 500 دينار وأكثر .
التزايد في الاقبال على المدارس الابتدائية الخاصة يمكن ان ننظر اليه من جانب آخر وهو ان التعليم العمومي يعاني من معضلات كثيرة ان لم نقل ان مستواه يضعف