البوسنة والهرسك / جنة أوروبا …كيف وصل الاسلام ولماذا ثبت رغم الابادة والتطهير العرقي…
بدأ دخول الاسلام الى البوسنة والهرسك في قلب أوروبا منذ القرن الخامس عشر .فقد سيطر الأتراك على أغلبية مناطق البوسنة عام 1463 ووجدوا بلدا منقسما على نفسه بين كنيسة كاثوليكية رومانية وكنيسة أرثوذكسية وكنيسة محلية بوسنية ليبدأ انتشاره على مدى أربعة قرون ويعتنقه أكثر نصف سكان البوسنة تقريبا البالغ عددهم حوالي 6 ملايين.
والبوسنة والهرسك دولة تقع في البلقان بجنوب شرق أوروبا يحدها من الشمال والجنوب والغرب “كرواتيا” ومن الشرق “صربيا”
يبلغ عدد سكان البوسنة والهرسك حوالي ستة ملايين نسمه ويشكل المسلمون 50% أي حوالي نصف السكان تقريبا ويمثل الصرب “الأرثوذكس” 30% والكروات “الكاثوليك” 17%
عانى مسلمو البوسنة والهرسك من التطهير العرقي والابادة على يد الصرب في فترة التسعينات لكن رغم كمل ما حصل فقد ظلوا محافظين على دينهم ومعتقدهم.
سيربرينتشا الجرح الذي لم يندمل
في 11 جوان 1995 ، قام جيش صرب البوسنة باجتياح مدينة سربيرنيتشا شرقي البوسنة التي كانت حينئذ تحت حماية الأمم المتحدة ، وارتكب مجازر لا حصر لها ، حيث قامت قواته بانتزاع الرجال من نسائهم وأطفالهم لتعدمهم على مدار الأسبوع الذي تلى عملية الاجتياح ، مما أدى إلى مقتل أكثر من ثمانية آلاف من الرجال والأطفال المسلمين ، وذلك في عملية إبادة ، حسبما وصفتها محكمة العدل الدولية .
واعترف ميروسلاف درونجيتش أحد مسئولي صرب البوسنة السابقين أمام المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة بأن رئيس صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش الذي تم اعتقاله وتسليمه العام الماضي للمحكمة الدولية هو من أعطى الضوء الأخضر لارتكاب مذبحة سربيرنيتشا في عام 1995 ، حيث أبلغه قبل المذبحة بأيام بأنه يجب قتل جميع المسلمين.
وكان درونجيتش رئيسا مدنيا لبلدية براتونيتش الواقعة بالقرب من سربيرنيتشا ، عندما قال له زعيم صرب البوسنة كاراديتش في 19 يوليو :”ميروسلاف ، يجب قتلهم جميعا ، قم بأذيتهم قدر استطاعتك”.
شريط مصور يظهر انتهاكات الصرب ضد المسلمين
وخلال السنوات الماضية ، عثر على رفات عدد غير معروف من الضحايا فى 60 مقبرة جماعية فى المدينة ، تم التعرف على هويات 1600 منها حتى الآن ، بينما أودعت بقية الرفات في أكثر من 5 آلاف حقيبة فى انتظار تحديد هوياتها وإتمام دفنها بصورة لائقة.
ويتفق أغلب المراقبين أن الأيام لن تستطيع محو مرارة المجزرة من ذاكرة مسلمي البوسنة ، لأنهم مازالوا يعانون من قتل ذويهم وعدم التعرف على هويات الكثيرين منهم ، بجانب عدم القصاص من كافة المجرمين .
ولاتزال سربيرنيتشا تقف إلى الآن شاهدة على معاناة شعب البوسنة، الذي قاسى مرارة القمع والاضطهاد على يد مجرمي الصرب، والعجيب أن ذلك حدث تحت سمع وبصر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي كان من مهامها حماية المدنيين المسلمين.
شهادات مؤلمة
وبجانب مذبحة سربيرنيتشا ، فإن هناك تقارير موثقة بالشهود في مركز جرائم الحرب التابع للمسلمين في سراييفو تؤكد أن الجنود الصرب قاموا أيضا باغتصاب أكثر من خمسين ألف مسلمة خلال الحرب الأهلية في بداية تسعينيات القرن الماضي.
وجاء ضمن هذه التقارير أنه في بداية الحرب على مدينة سراييفو ، قام الصرب باحتجاز المسلمات من سن 15 إلى سن 25 سنة في داخل ملعب رياضي مغلق ، ودخل أربعة من الضباط الصرب والملعب يعج ببكاء المسلمات من المصير الذي ينتظرهن ، فصاح أحد الضباط الصرب بصوت عالي مرتفع ، سنجتث الإسلام من هذه البلاد ارحلوا فليس لكم مكان هنا ، هذه بلاد مسيحية وستبقى للأبد كذلك ، ثم قام باغتصاب إحدى المسلمات وكان معها طفل رضيع بعمر شهرين ، وقام ضابط آخر كذلك بإغتصابها بكل وحشيه ، فبكى الطفل الرضيع طالبا من أمه الحليب فقام الضابط الصربي بغمس أصابع يده في جمجمة الطفل وقام بقطع رأس الطفل ورماه بكل قوه على الأرض فانتثر المخ والأم تشاهد والنساء الأسرى يشاهدن ولا يملكن سوى البكاء ، وهذه الواقعة استطاع أن يصورها أحد البوسنيين بكاميرا فيديو .
ومن الجرائم أيضا أنهم دخلوا إلى بيت مسلم فوجدوا الأم تحضر الطعام للأب والإبن فقاموا بقتل الأب والابن ومن ثم تقطيعهم وأمروا الأم أن تبدل الطعام بلحم زوجه وابنها .
مجرم الحرب كاراديتش
وفي قرية من قرى مدينة زافيدوفيتش دخلوا على بيت مسلم فوجدوا أما وابنتها فقالوا لها إما أن نقتل ابنتك أو نقوم باغتصابك ، واغتصبوها وقتلوا طفلتها .
أيضا في قرية سيمزوفاتس قرب سراييفو ، ذهبوا إلى إمام المسجد وأمروه أن يبصق على المصحف فأبى فقاموا بقتله وقتل كامل أسرته ودفنوهم تحت المسجد وحرقوا المسجد ووضعوه زريبة للخنازير.
وعلى ضوء تلك الجرائم التي تقشعر لها الأبدان ، خرج بعض المنصفين الأوروبيين وطالبوا بمحاكمة الصرب المجرمين ، وبعد ضغوط من الحكومات المسلمة ، اجتمع مجلس الأمن الدولي وقرر إنشاء محكمة خاصة بمجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة ، إلا أن بعض المجرمين مازالوا طلقاء وتحميهم دولة صربيا ، بالإضافة إلا أنه تزداد الشكوك في مصداقية المحكمة الدولية مع الإعلان مؤخرا عن افتتاح محاكم جرائم حرب محلية في صربيا أرفق بها سجون سيكون السجن فيها لمدة ثلاثين شهرا أقصى عقوبة ، الأمر الذي اعتبر محاولة من جانب بلغراد للالتفاف على القصاص من مجرمي الحرب الصرب .