إدارة هلال الشابة توجه الرسالة الأخيرة لرئيس الحكومة
وجهت إدارة نادي هلال الشابة، اليوم الإثنين، رسالة أخيرة لرئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، أملا في إنصاف الفريق بعد قرار اتحاد الكرة بتجميد نشاطه.
وطالبت إدارة هلال الشابة، رئيس الحكومة، بموقف رسمي واضح، من أزمة النادي، يبدّد ما شاب المواقف السابقة من غموض.
وجاء نص الرسالة كالآتي:
“تبعا للمآلات الخطيرة التي آلت أليها الأمور في مدينة الشابة، بعد مرور نحو شهر على المظلمة التاريخية التي سُلّطت على الهلال الرياضي الشابي دون أن يستجدّ ما يعبّر عن استجابة حقيقية من السلطة الحاكمة للنّداءات المتكرّرة للتدخّل وإزاحة الضّيم الذي يرزح تحته شباب الجهة الذي انخرط في موجة من الاحتجاجات انتهت بتنظيم هجرة جماعية عدل عنها في آخر الأميال استجابة للنداءات الملحّة الصادرة عن رئيس النادي، بعد ظهور بارقة أمل من ثنايا الدعوة الرسمية التي تلقيناها من الدوائر المقربة لرئيس الحكومة”.
وأضافت: “ولمّا مرّت هذه اللقاءات دون مخرجات وفي غياب موقف رسمي واضح من الدوائر الرسمية، تحولت الانتظارات إلى خيبة أمل جديدة انضافت إلى سلسلة طويلة من الانكسارات، ما زاد في تغذية الإحساس بالغبن والاحتقار لدى الجماهير الشابية، وعمّق لديها مشاعر اليأس من وجود نية حقيقية للتدخل العاجل والناجع لإنصاف فريقها وإزاحة كابوس هذه المظلمة التاريخية عنه، رغم الموقف الرسمي الذي اتخذته وزارة الشباب والرياضة في بداية الأزمة، واعتراف الوزير الصريح بسلامة الموقف القانوني للجمعية ودعوته للجامعة لتطبيق القانون، قبل إنفاذ قوانين الدولة التونسية، لتغيب بعد ذلك إرادة الفعل رغم تجاهل الجامعة لنداءات الوزارة، ولتعود القضيّة إلى مربع الصّمت الرسمي على تجاوزات صارخة لأشخاص أصبحوا يتخفّون وراء مسؤولياتهم صلب هيكل رياضي لإفراغ شحنات أحقادهم الدّفينة على جهة بعينها لغايات لم تعد خفيّة”.
وزادت: “لقد مرّ وقت طويل على اتخاذ الجامعة لذلك القرار الجائر الذي صدم الرأي العام قبل أن يتم إعلامنا به في وقت متأخّر، ومحرّفا عن منطوقه الأصلي لتعطيل التوجّه إلى العدالة الدولية ولكسب المزيد من الوقت لتكريس سياسة الأمر الواقع بقوة الإكراه ورغم ذلك فقد توجهنا مكرهين للتحكيم الدولي في ظل عدالة رياضية محلية، اجتهد رئيس الجامعة لجعلها مبتورة لدواعٍ استبدادية رغم ما يتطلّبه هذا المسعى من تضحيات مالية بالعملة الأجنبيّة”.
وتابعت: “لم نكن نحتاج لمن يرشدنا إلى مسالك التقاضي بقدر ما كان أملنا قويّا وما زال في إنفاذ قوانين الدولة وإعادة الحق إلى أصحابه حتى لا ينام جزء من هذا الشعب على ضيم، فالجريمة المرتكبة واضحة والحقّ بيّن ونيّة الاستهداف لا تحتاج إلى إثبات”.
وواصلت: “إنّ الأمر جلل والقرار الذي اتخذه رئيس الجامعة وأعدم به أحلام أكثر من 450 رياضيا بجهة الشابة، إضافة لآلاف الأحباء في تحدّ صارخ لكل مواثيق الرياضة والقوانين المنظمة لممارستها ولدستور البلاد، لا يحتمل كل هذا الصمت، خاصة أن الفريق لم يرتكب ما يشرّع لمثل هذه العقوبة القاسية التي استهدفت جزءا من شباب تونس الذي ما زال رغم كل شيء يؤمن بالعدالة في بلده، لذلك عدل عن الهجرة وأخمد نيران الغضب في دواخله في انتظار قرار رسمي يعيد له بالحقّ ما سلب منه دون وجه حقّ”.
وختمت: “رسالتنا إلى عنايتكم واضحة ونداءنا هذه المرّة سيكون الأخير. نريد موقفا رسميا واضحا ممّا وقع عرضه على سيادتكم في هذا الملفّ يبدّد ما شاب المواقف السابقة من غموض، خاصّة وأن الهيئة المديرة للفريق لم يعد لها قبل بحجم الضغوط المسلطة عليها من الشارع الرياضي داخل مدينة تغلي كالمرجل، وتكاد الأمور فيها أن تنفلت لتتخذ حمم الغضب أشكالا ومسارات يصعب التكهّن بمآلاتها في المستقبل”.