أيام قرطاج السينمائية 2019: ثلاثة أفلام تونسية تتسابق من أجل الظفر بالجائزة الكبرى
تتنافس ثلاثة أفلام روائية طويلة تونسية على الجائزة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية في دورة 2019 (دورة نجيب عياد)، لتهدي تونس التانيت الذهبي التاسع منذ تأسيس هذه التظاهرة السينمائية سنة 1966. وهذه الأفلام هي “نورا تحلم” لهند بوجمعة و”بيك نعيش” لمهدي البرصاوي و”قيرة” للفاضل الجزيري.
نورا تحلم
تدور أحداث فيلم “نورا تحلم” الذي يدوم 90 دقيقة حول قصة أم لثلاثة أطفال تعمل في محل لتنظيف الملابس والأقمشة بينما يقضي زوجها “جمال” مدة عقوبته في السجن. تقابل “الأسعد”، الذي يصبح حب حياتها، فتتغير نظرتها للحياة بشكل كامل. وأثناء فترة انتظارها استكمال إجراءات الحصول على الطلاق وقبل أيام قليلة من الموافقة على الطلب، يطلق سراح زوجها، مما يزيد الأحداث تعقيدا عندما يقرر الحبيبان الهروب بعيدا.
وحصد هذا الفيلم مؤخرا جائزة أفضل فيلم في مهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة. وتحصّل بطل الفيلم الممثل لطفي العبدلي على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة في المهرجان نفسه.
وسبق لـ “نورا تحلم” أن تحصّل في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي بمصر التي أقيمت موفى شهر سبتمبر الماضي، على جائزة أفضل ممثلة وقد آلت إلى بطلته هند صبري.
بيك نعيش
“بيك نعيش” هو أول فيلم روائي طويل للمخرج الشاب مهدي البرصاوي بعد مسيرة مكللة بالنجاح والجوائز لثلاثة أفلام قصيرة كان آخرها “خلينا هكّا خير”.
وحاز هذا الشريط جائزة الجمهور في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في الدورة الرابعة والثلاثين للمهرجان الدولي للفيلم الفرنكوفوني بمدينة نامور البلجيكية (27 سبتمبر / 4 أكتوبر 2019).
ويروي الفيلم قصة زوجين “فارس” (سامي بوعجيلة) و”مريم” (نجلاء بن عبد الله ) يعيشان حياة عادية مع ابنهما عزيز البالغ من العمر سبع سنوات، قبل أن تتحول حياة العائلة إلى مأساة. بعد سبعة أشهر من سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، يأخذ فارس ومريم ابنهما في جولة إلى الجنوب التونسي حيث سيتعرضون لسطو مسلح وينقل عزيز إلى المستشفى وتصبح حياته في خطر وتتحول العطلة إلى كابوس مرعب لهذه العائلة.
قيرة
بعد فيلم “ثلاثون” الذي تمّ عرضه في اختتام أيام قرطاج السينمائية دورة 2008 وفيلم “خسوف” الذي عرض ضمن فعاليات الأيام في دورة 2016 خارج المسابقة الرسمية، يعود الفاضل الجزيري بفيلم “قيرة” في 115 دقيقة وهو انعكاس لقصة أبي يزيد بن خويلد الكدادي المعروف باسم “بوزيد صاحب الحمار”. “قيرة” هي رحلة الداعية، الذي ادعى محاربة الظلم وتحول إلى طاغية متعطش للدماء.
ويشارك في أحداث هذا الشريط ثلة من الممثلين التونسيين على غرار طاهر عيسى بالعربي وسامي نصري وسارة الحناشي وآمنة الجزيري ومعز بن طالب وعلي الجزيري.
وكانت السينما التونسية حازت الجائزة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية في ثماني مناسبات منذ بعث التظاهرة سنة 1966، كانت آخرها في دورة السنة الماضية (2018) مع تتويج فيلم “فتوى” للمخرج محمود بن محمود.
“السفراء” أول فيلم يهدي تونس التانيت الذهبي
يعدّ الناصر القطاري أوّل المخرجين الذين منحوا تونس هذه الجائزة، وقد كان ذلك سنة 1976 من خلال فيلمه “السفراء” الذي يتطرّق فيه إلى ظاهرة الميز العنصري التي يتعرّض إليها العمال الأفارقة والعرب في أوروبا. ثمّ توجت تونس مجدّدا بالتانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الطويلة سنة 1980، بشريط “عزيزة” لعبد اللطيف بن عمار، أي بعد دورة واحدة من أوّل جائزة حصدتها في هذه التظاهرة، باعتبار أنها كانت تقام مرّة كلّ سنتين إلى حدود سنة 2014، حيث أصبحت سنوية بداية من ذلك التاريخ.
وبعد دورتين متتاليتيْن، عادت السينما التونسية مع المخرج النوري بوزيد لتتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان، وذلك سنة 1986، من خلال فيلم “ريح السد”. ولم يمض على هذا التتويج سوى دورة واحدة، حتى جدّدت السينما التونسية المصافحة للتانيت الذهبي سنة 1990، حيث أُسند لفيلم “عصفور السطح” للمخرج فريد بوغدير، وهو أول عمل روائي طويل له.
مفيدة التلاتلي أول مخرجة في العالم العربي وإفريقيا تتوج بالتانيت
ودخلت السينما التونسية التاريخ سنة 1994، بعد أن حازت المخرجة مفيدة التلاتلي جائزة التانيت الذهبي بفيلمها “صمت القصور، لتكون بذلك أول مخرجة في العالم العربي وإفريقيا تتوّج بهذه الجائزة، منذ تأسيس أيام قرطاج السينمائية. وغابت الجائزة الأولى للمهرجان عن تونس في دورات 1998 و2000 و2004، ليتجدّد تتويج تونس بالتانيت الذهبي مع المخرج النوري بوزيد وذلك سنة 2006، بفضل فيلمه “آخر فيلم”، وهي الجائزة السادسة في تاريخ مشاركات السينما التونسية في أيام قرطاج السينمائية.
وانتظرت السينما التونسية 10 سنوات، ليتحقق الحلم مجددا سنة 2016 مع الفيلم الوثائقي الطويل “زينب تكره الثلج” للمخرجة كوثر بن هنية، وهي ثاني مخرجة تونسية تتوج بالذهب في تاريخ المهرجان.