أم تعانق ابنتها وتتفحمان.. أب يحتضن أولاده ويتحوّلون إلى رماد: صور صادمة ما بقي من الحرائق

مقتطف عن جريدة الشروق الجزائرية

أم تعانق ابنتها وتتفحمان.. أب يحتضن أولاده الثلاثة ويتحوّلون إلى رماد.. وآخر يبحث عن ابنه تحت الردم.. وأخ يحفر عمقا لعله يجد شقيقه تحت الأنقاض.. وعائلات بأكملها تبحث وسط الغابات المحروقة عن ذويها.. جثث وسيارات وحيوانات محترقة بالكامل.. لحظات تحبس فيها الأنفاس وتقشعر لها الأبدان وقفت عليها “الشروق”ساعات قليلة بعد الحرائق المهولة، التي حوّلت منطقة القالة بولاية الطارف من محمية طبيعية شهيرة إلى “أرض محروقة”، كادت أن تحصد الآلاف من الأرواح، لولا تدخل أصحاب البذلة الخضراء من رجال الدرك بالتنسيق مع فرق الإطفاء المشكلة من قوات الجيش ورجال المطافئ والغابات والمواطنين، الذي حال دون حدوث كارثة بشرية وإيكولوجية بكل المقاييس، في محاولة لصد النيران المستعرة في مهمة كانت صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. كيف لا والبعض وصف المشاهد بـ “نهاية العالم”.

لم نكن نصدق هول ما شهدناه على طول الطريق الرابط بين الطارف والقالة، فقد غطى السماء دخان كثيف وتفحمت أبقار وسط حقول سوداء وبقيت أخرى جاثمة لا حراك وتكدست جثث الغنم فوق بعضها البعض، وتهاوت أشجار الزيتون والفلين العملاقة، واحترقت المنازل والسيارات عن آخرها وعم الخراب والسواد، وذهل الرجال من هول الكارثة التي وصوفها بالفناء الذي حل بتلك الربوع الآمنة بولاية الطارف التي كانت تمتاز بطبيعة ساحرة وديكورات طبيعية ربانية جعلت منها جنة الله في الأرض، فقضى على مقومات الحياة فيها في غضون دقائق قليلة مرت بسرعة كأنها حلم مفزع في ليل طويل دام لأزيد من 18 ساعة، لقد مر الدمار من هناك وأحرق كل شيء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى