أسرار السنوات الأخيرة من حكم بن علي
كشف المستشار السابق برئاسة الجمهورية منجي صفرة خلال الاستماع له مؤخرا كمنسوب له الانتهاك من قبل هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، عن خفايا جديدة وتفاصيل لم تُنشر في السابق عن آخر سنوات حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وما رآه وما عايشه قبل اندلاع الثورة وسقوط النظام في 14 جانفي 2011…
ندم!
تحدث المستشار السابق المنجي صفرة بكل صراحة أمام هيئة المحكمة وأوضح أنه إذا كان له أن يندم على شيئ خلال عمله بالرئاسة فإن ندم على غياب الجرأة الكافية لديه لأخذ قرار الاستقالة من رئاسة الجمهورية كمستشار للرئيس خاصة في السنوات الأخيرة بداية من سنة 2009…
تغيرات وتطورات
وأوضح أنه انطلاقا من سنة 2009 بدأ يلاحظ تطورات جديدة حيث كثر تدخل أقارب الرئيس وزوجته وكثرت الخروقات الصادرة عن الرئيس الذي أصبح ضعيفا وهناك سيطرة على قراراته، ولم تعد هناك اجتماعات مثل الماضي فضلا على أن الرئيس منذ 2009 تغير سلوكه وأصبح غير متحمس للعمل كما دأب على ذلك من قبل…
حيث يتذّكر أن الرئيس الراحل كان يبقى في مكتبه طيلة ساعات طوال وهو معه للعمل واتخاذ الإجراءات اللازمة لكل القطاعات وحل المشاكل، ويضيف صفرة بالقول أنهما كانا يعملان لفترة طويلة وساعات متأخرة من الليل…
وقد حاول الاستقالة من العمل والالتحاق بأحد البنوك لشغل خطة مدير مالي ولما أعلم الرئيس بالعرض الذي تلقاه من أحد البنوك وأبدى رغبته بقبول العرض والمغادرة اعترض رئيس الجمهورية على ذلك بشدّة، وتمسك به والبقاء معه كمستشار خاص به.
الأرشيف موجود
وأضاف المستشار السابق برئاسة الجمهورية في سياق أقواله أمام دائرة العدالة الانتقالية أنه ظل في عمله اثر الثورة وتحديدا إلى غاية يوم 20 جانفي 2011، أي بعد مغادرة بن علي للبلاد، مؤكدا أنه لم يغير أو يتلف أي وثيقة وبقي أرشيف الدائرة الاقتصادية التي كان يُشرف عليها برئاسة الجمهورية، كما هو وجميع الأعمال مدونة وقد مد بها اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد ….
كما أبدى استعداده أنه يبقى على ذمة المحكمة لإبداء أي توضيح تراه مناسبا، مؤكدا أنه يعتذر للشعب التونسي عن عدم جرأته في مغادرة رئاسة الجمهورية كمستشار قبل الثورة خاصة وأنه لمس ضعف الدولة و تغيرا في سلوك الرئيس كان يستوجب منه المغادرة…