أزمة بين النهضة وقيس سعيد و الفخفاخ على الخط…

تونس – الجرأة نيوز /محمد عبد المؤمن

أكد رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني خلال لقاء على الوطنية بان الخيار الذي سار فيه رئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ لا يرضي النهضة . ما يعنيه الهاروني يتعلق اولا بقراره عدم اشراك قلب تونس في الحكومة القادمة وهو ما اغضب النهضة وجعل رئيسها راشد الغنوشي يخرج للإعلام ليدلي بتصريح يطالب فيه الفخفاخ بمراجعة موقفه تحت ذريعة أن المطلوب اشراك الجميع في هذه الحكومة ليكون لها حزام حزبي قوي.

السبب الثاني لامتعاض النهضة من الفخفاخ وفق ما بينه الهاروني هو تصريحه بكونه يشكل حكومة الرئيس وان مرجعيته هي برنامج قيس سعيد وانه صاحب الشرعية كون اكثر من 3 ملايين تونسي انتخبوه. الهاروني علق على هذا بتأكيده بان قيس سعيد نال رضاء التونسيين والنهضة دعمته بل منحته مئات الآلاف من اصوات قواعدها لكن الانتخابات الرئاسية انتهت وتشكيل الحكومة موضوع آخر. هذا الموقف بات يؤكد ما ذهبنا اليه في موضوع سابق كون هناك بوادر لازمة بين النهضة وقيس سعيد لكن هذه المرة دخل فيها الفخفاخ على الخط بانحيازه لرئيس الجمهورية ورفضه ما اقرته النهضة ما يعني اننا تجاوزنا بوادر ازمة الى ازمة فعلية.

فالنهضة ترفض كليا ما صار يسمى بحكومة الرئيس وتريدها حكومة الاحزاب وطبعا من النهضة وبالتالي فهي لن تقبل برئيس حكومة الرئيس ولا بوزير اول لدى الرئيس.

موقف النهضة هذا يمكن انزاله في سياق ومسار كامل وهو ان الحركة التي تحكم منذ 2011 تجد نفسها هذه المرة على وشك فقدان قوتها وتأثيرها لصالح رئيس الجمهورية وما يزيد في قلقها من هذا نتائج استطلاعات الرأي التي اكدت كون التونسيين لا يثقون في الاحزاب والحكومة ولكنهم يثقون في رئيس الجمهورية اضافة الى الجيش والامن.

السؤال هنا: هل يمكن فصل هذا عما جاء في بيان مجلس شورى النهضة الذي دعا هياكله للتهيؤ لاحتمالية اجراء انتخابات مبكرة؟. بالتأكيد لا يمكن الفصل فالنهضة ليست مشكلتها الخوف من عدم تمرير حكومة الفخفاخ بل هاجسها تمرير حكومة الرئيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى