أمريكا ومدى الشيطنة في مواجهة إيران

بقلم: محمد الرصافي المقداد

وتستمرّ الشيطنة الأمريكية في إيقاعاتها الفاسدة ضد ايران، حتى لم يعد يحجزها شيء مبرهنة عن حقد لا يموت بغير القضاء عليه، والمواجهة تبدو أكثر من واقع اليوم.

كان متوقّعا أن تمضي الادارة الأمريكية في عهد معتوهها (ترامب) الى أبعد مدى، من العقوبات على إيران الاسلام، وقد برهن في أواخر ايامه عن طينة معجونة بالشيطنة والشرّ، على كل ما ينبض كرامة وعزة، من أحرار شعوب العالم بأسره، ونصيب إيران من حقد المعتوه الأمريكي، كان الأوفر والاكثر تركيزا، الأسباب معروفة لكل من تابع قيام ثورة قوم سلمان المحمّدي، في أهدافها المعلنة لمواجهة الاستكبار والصهيونية بكل الطّرق الممكنة.

ومنذ أن قطع الشعب الايراني ونظامه الاسلامي، الأيدي البريطانية والأمريكية المستغلة لموارده في الطاقة، وألغى جميع الامتيازات التي كان ينعم بها هؤلاء، على كامل تراب ايران زمن نظام الشاه البائد، واختتم سلسلة الإجراءات الثورية باقتحام وكر الجاسوسية (السفارة) الامريكية، ليوجّه صفعة لحكامها لم يسبق لأحد أن تجرّأ على ذلك من قبل.

ولما كان من بين الاهداف المعلنة حكوميا وشعبيا في ايران الاسلام، يتعدّى مقارعة الاستكبار، ليصل  إلى أداته الخبيثة في المنطقة، وهي الكيان الصهيوني الغاصب، الذي غرس عنوة في قلب الأمة الإسلامية، ليكون عنصر فساد بينها، وتمدد بعدها الى القدس وكامل فلسطين، وأجزاء من الأراضي السورية والأردنية، ولم يتحرّج يوما بإعلان متطرفي زعمائه الارهابيين، أن حدود كيانهم تمتدّ تاريخيا من النيل الى الفرات، فإن دول الغرب بزعامة أمريكا أبوا غير مؤازرته ومناصرته بالأموال، والاسلحة المتطورة الفتّاكة، وبالمهاجرين إليه من بقايا يهود العالم.

وبما أننا اليوم لسنا في سياق سرديّ لتاريخ نشأة هذا الكيان، وفتح ملفات جرائمه وانتهاكاته، ففي ذلك مجال آخر متعلّق به أساسا، أما فيما يخص حالة اليوم التي استوجب ذكرها والتنديد بها، لأن نويا أصحابها تعرّت بشكل لا يمكنه غض الطرف عنه، ولا اسدال السّتر عليه، فمن ناصر مجرما وساعده على ارتكاب جرائمه، كان شريكه في كل جريمة ارتكبها، بالتالي يكون تحت طائلة القانون الأممي الذي يعاقب على جرائم الحرب.

المعتوه الأمريكي ترامب ومن أجل ارضاه نفسه الصهيونية المزيّفة، قبل أنفس الصهاينة الحقيقيين، أراد اختتام مدّته الرئاسية بالتعبير عن نفيسته الحقودة المريضة بالعنصرية والإستكبار، تجاه إيران الإسلامية، فدعا يوم الاربعاء 13/1/2021الى فرض عقوبات جديدة عليها، (شملت شخصيتين و16 كيانا، وذلك قبل أيام معدودة من انتهاء فترة ولايته الرئاسية. وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات الجديدة تشمل 16 كيانا لها صلات بقيادة الجمهورية الإسلامية، ومواطنين إيرانيين اثنين، إضافة إلى مواطن عراقي يتهم بأنه مرتبط بتنظيم “داعش” العراقي، وأوضحت الخزانة أن قائمة العقوبات أدرجت فيها منظمتان إيرانيتان، يسيطر( تعابير أغبياء بحق) عليهما المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، وعدد من فروعهما.

وقال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفين منوتشين، (مبررا بكذب مفضوح) إن المنظمتين “تمكنان النخبة الإيرانية، من الإستمرار في الحفاظ على نظام الملكية الفاسد، لقطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني” (وكأنما النظام القائم في امريكا صالح وهو نظام استكباري عنصري لا يقيم وزنا للقيم الانسانية).

وتتبع إدارة ترامب، منذ توليه السلطة عام 2017، حملة “الضغوط القصوى” على إيران، تشمل فرض عقوبات اقتصادية قاسية، بحجة أنها “أكبر داعم دولي للإرهاب في الشرق الأوسط”. وطبقت الولايات المتحدة مجموعات من الإجراءات التقييدية بحق إيران، وبعض الأطراف المتعاونة معها، تستهدف أهم قطاعات اقتصاد البلاد، خاصة إنتاج وبيع النفط. بدورها، تتهم السلطات الإيرانية الولايات المتحدة بممارسة “الإرهاب الاقتصادي والطبي” بحق إيران.(1)

ومن لم يتثبت في من شملتهم العقوبات هذه المرّة، لا يمكنه أن يقف على مدى تهافت الادارة الامريكية بشأن الاضرار بالنظام الاسلامي، بحيث لم تترك مجالا لإلحاق أكبر قدر من الأذى به، فقد شمل هذه المرة المؤسسة الايرانية التي نجحت في صناعة لقاح كورونا ومديرها الدكتور محمد مخبر الذي أعلن أن لجنتهة تنفيذ أمر الامام الخميني رحمه الله العلمية مستعدة لإنتاج مليون وخمس مائة ألف حقنة لقاح كورونا شهريا في غضون الاسبوعين القادمين مبينا متابعة ستة مسارات اخرى لإنتاج اللقاح.(2) جدير بالذكر أن اول متطوعة لتلقي لقاح كورونا الايراني، هي ابنة رئيس اللجنة العلمية للقاح (طيّبة مخبر)، كما تم حقن المساعد الاجتماعي للجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني الدكتور ” على عسكري”، حيث كان ثاني المتطوعين لتلقي اللقاح الإيراني .

كما أعلن رئيس لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني (رحمه الله) اليوم، عقب أول اختبارات بشرية للقاح الإيراني المضاد لفيروس كورونا، ان اللقاح الإيراني أُنتج بخبرات العلماء الإيرانيين، وقد اجتاز مرحلة الإختبار الحيواني والسريري، واليوم اختبر على متطوعين، ولاحقا سنقوم بالإنتاج الصناعي للقاح. وتابع: إن المعدّات اللازمة لإنتاج لقاح كورونا في إيران دخلت البلاد، وبدعم من وزارة الصحة وعلماء البلاد، يمكننا أن نصل إلى إنتاج 12 مليون لقاح كورونا في المستقبل القريب.(2)

ومن المنتظر أن يتم تجربة اللقاح اليوم على ثلاثة أشخاص آخرين، وعلى 56 شخصًا بشكل تدريجي في الأيام اللاحقة، ومن المزمع أن يحقن اللقاح للمرة الثانية في اليوم الرابع عشر، فيما ستحقن آخر جرعة في الجسم في اليوم الـ 28، وحتى اليوم تطوع 65 ألف شخص، من أجل تلقي اللقاح، ولم تظهر أي أعراض جانبية حتى الآن على (طيّبة مخبر)، التي أجري عليها أول تجربة بشرية للقاح.(3)

إلى هذا المستوى من السقوط القيمي والأخلاقي، وصلت الادارة الامريكية، فعلى مدى 41 عاما بتعاقب رؤسائها وتنوّع إداراتها، كانت تبحث عن مقتل ما يصيب النظام الإسلامي، فيخلّصها من مشاريعه التي اعتبرتها خطيرة على سياساتها الإستغلالية للشعوب، والى ابعد من هذا السقوط الذي عبّرت عنه هذه الادارات ورؤسائها سوف تمضي وإيران مستعدة ومتوقعة من هؤلاء الحمقى اعداء الانسانية، وستعيد لهم الضربة بضربة أشدّ، ومن يدري فلعلنا نشهد سقوط مفاجئا، لأكبر كيان عالمي عنصري فاسد، مهدد للأمن والسّلم العالميين، أمريكا تنتقض بسوء إداراتها وسياساتها، وصدق المثل جنت براقش على نفسها.

المراجع

1 – قبل أيام من رحيل ترامب.. الولايات المتحدة توسع عقوباتها ضد إيران

  arabic.rt.com/world/1192040

2 – في غضون الاسبوعين القادمين

” محمد مخبر” : اللجنة على اتم الاستعداد لانتاج 1.5 مليون حقنة لقاح كورونا شهريا

taghribnews.com/ar/news/4876733 –3

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!