فضيحة جماجم المقاومين الجزائرين التي سلتمها فرنسا للجزائر: (06) جماجم، فقط، تعود إلى مقاتلي المقاومة، والباقي للصوص و مجرمين فرنسيين

ما كشفته عنه صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها اليوم، مُدهش ومثير للجدل، زعمت أنها تحصلت على وثائق تكشف زيف حقيقة الجماجم التي سلمتها الحكومة الفرنسية، قبل عامين، إلى السلطة عندنا، وقالوا إنها تعود إلى رجال المقاومة الأبطال في القرن التاسع عشر…وعندما أعادت الحكومة الفرنسية -وقبلت السلطة الجزائرية- جماجم 24 شخصا، احتفلت الدولتان بالبادرة القوية باعتبارها علامة فارقة في جهودهما لإعادة بناء العلاقات…
وادَعت الحكومة الجزائرية أن الجماجم، وهي جزء من إحدى أكبر مجموعات الجماجم في أوروبا في متحف الجنس البشري بباريس، أنها تعود إلى “ثوار المقاومة”، وهم أبطال وطنيون جزائريون..لكن الوثائق من المتحف والحكومة الفرنسية، التي حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخرا، تُظهر أن ستَ (06) جماجم، فقط، تعود إلى مقاتلي المقاومة، والباقي من أصل مجهول أو غير مؤكد، وظلت جميعها ممتلكات فرنسا حتى بعد تسليمها. ولم تعترف أيَ من الحكومتين علنا بهذه الحقائق، إذ قدموا المصلحة الدبلوماسية على الحقيقة التاريخية.
وقالت “التايمز” إنه لا يزال من غير الواضح سبب قبول السلطة الجزائرية لبعض الجماجم التي لم تكن لمقاتلي المقاومة، خاصة أنها كانت تنتقد بشدة جوانب من سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه البلاد، على الأقل حتى ذوبان الجليد مؤخرا…
في الواقع، أُعيدت العظام بموجب اتفاقية وقعتها الحكومتان في 26 جوان 2020، والتي تضمنت ملحقا من أربع صفحات يوضح بالتفصيل هويات الرفات. وأظهرت الوثيقة التي حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز” أن من بينهم لصوصا مساجين وثلاثة جنود مشاة جزائريين خدموا في الجيش الفرنسي…ورفض مكتب ماكرون التعليق على تقرير “التايمز”، وأعاد توجيه الأسئلة إلى وزارة الخارجية، التي قالت إن قائمة الجماجم التي تم إرجاعها “وافق عليها الطرفان”…
وقد بدأت اللجنة المعنية بإعادة الجماجم إلى الجزائر عملها في أواخر عام 2018. وبحلول جوان 2020، حدَدت 24 جماجم يمكن إعادتها من إجمالي 45 يعود تاريخها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي…ونقلت الصحيفة الأمريكية عن “كريستين لوفيفر”، إحدى كبار المسؤولين في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، قولها: “هناك رهانات سياسية خارجة عن إرادتنا”، وأقرَت بأنه “من الواضح أنهم ليسوا جميعهم مقاتلين”، في إشارة إلى الرفات والجماجم…واعترف عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، أوزولياس، أن ماكرون كان بحاجة إلى إعطاء غصن زيتون للجزائر..”كانت هناك الجماجم، وقد استخدمهم من أجل ذلك”…وحتى عندما علمت السلطات الفرنسية والجزائرية بالأصول المشكوك فيها للجماجم، أخفتا تلك المعلومات…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!