بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن /النهضة : خلافات عميقة في حزب كبير

كتب محمد عبد المؤمن

من الطبيعي جدا ان تكون حركة النهضة أو بألاصح حزب النهضة الاكثر جدلا في وسال الاعلام وعند المهتمين بالشأن السياسي لانها تبقى الحزب الاكبر في تونس والاكثر تنظيما.

لكن هل ما تعيشه اليوم من مشاكل طبيعي؟

ايضا الامر طبيعي فالاختلافات تحصل في الاحزاب الكبرى اكثر من الاحزاب الصغرى وعندما لا يكون القرار بيد فرد واحد فان الازمات تخلق لان الاحزاب الصغيرة التي يخرج منه القرار من فرد لا يستحق الوضع فيها خلافات من اساسه.

ضمن هذا قد يكون اهتمامنا بالنهضة في هذه الفترة اكثر من غيرها كما كان في وقت من الاوقات الاهتمام بنداء تونس اكثر من غيره.

لكن هنا المقارنة بين الحزبين لا تستوي فنداء تونس وكما قلنا سابقا منذ تأسيسه هو نادي مصالح و”ماكينة” للوصول الى السلطة اكثر منه حزب لذلك فهو نجح في مهمته وما لم ينجح فيه لم يكن مهمته لان الجماعة عندما اسسوا الحزب لم يضعوا برنامجا وتصورا لما بعد الوصول للسلطة .

بل لا نبالغ هنا ان قلنا ان النهضة هي من انقذت نداء تونس في 2014 وليس العكس.

نعود للازمة الحاصلة في النهضة ونريد هنا ان نتساءل: هل ان الحق بين والخطأ بين في خضم الخلافات؟

الامر ليس بهذه البساطة فمن ناحية المبدأ قد يكون رئيس الحركة اخطأ عندما اراد التمديد وتنقيح القانون الداخلي للحركة.

وهذا ايضا يفسر موقف مجموعة المائة .

لكن هناك وجه آخر للحقيقة يطرحه البعض ليس من داخل الجسم النهضاوي فقط بل من خارجه وهو : ماذا لو خرج الغنوشي بما له من وزن في الحركة فجأة وتركها تصارع الامواج العاتية؟

هذا السؤال معقول وواقعي لان عشر سنوات بعد الثورة لم تخلص خصوم النهضة من الاتهامات الايديولوجية ضدها فهي في نظرهم حزب ديني بل يوظف الدين وهي عند البعض اخوان بل خوانجية بل اكثر من هذا فهي عند بعضهم لا تؤمن بمفهوم الدولة والقطر.

كل هذه التهم ليست خافية على المتابعين واي نكسة تحصل في المشهد السياسي قد تلحق تبعاتها مباشرة بالنهضة فهناك الكثيرين من يتصيدون الفرصة المواتية للانقضاض.

لكن هذا لا يعني تهميش موقف الفريق الاخر وهو ان حركة بحجم النهضة ليست عاقرا حتى لا تنجب قيادات قادرة على تحمل المسؤولية . أي شخصيات لها وزن وكاريزما.

كل هذا يجب ان نضعه في الاعتبار في فهم ما يحصل داخل النهضة أي اننا وصفنا الوضع كما هو.

 الامر الآخر المهم هو القواعد أي جمهور النهضة فهم الهدف للجميع والنهضة اليوم وفق استطلاعات الرأي تمتلك حوالي 25 بالمائة من الخزان الانتخابي العام او الجملي وهي نسبة غير ثابتة محكومة بعدة عوامل منها ما تتعرض له النهضة من حملات تهدأ وتعود  وفق الظروف والمستجدات وايضا هي محكومة بالأداء فالحزب هو جزء من السلطة وهو يدفع ضريبة الفشل طوال عقد ان كان متسببا فيه مباشرة او بصورة غير مباشرة .

العامل الثالث ان النهضة بدأت قاعديا تنقسم بين شقين وهذا بغض النظر عن نسبة هذا الفريق والنسبة للآخر فليس هذا مهما لأن الاهم منه هو المحافظة على الخزان كاملا دون تشتيته.

هنا ايضا تحضر شخصية راشد الغنوشي كونه الحل والمشكلة في نفس الوقت .

بمعنى:

هل سيخرج شيخ الحركة ويتحدث بصراحة ويفسر وجهة نظره ثم يترك لقواعد النهضة  وقياداتها ان كانت المركزية او الجهوية  تحديد موقفها والحكم له او عليه ؟

هذا الامر وارد لكن التوقيت المناسب هو المهم هنا .

المسألة الاخرى هي عقد المؤتمر 11.

أي هل سيعقد  ام سيتم تأجيله؟

كل قرار منهما ستكون له تبعات ونتائج .

النهضة اليوم مقبلة على فترة صعبة ستحدد مصيرها للعشرية القادمة والتي لن تكون في مطلق الاحوال كما سابقتها لان كثيرا من الظروف تغيرت .

النقطة الأخيرة التي نتعرض لها ولو بشيء من الايجاز وهي تتطلب توسعا علاقة النهضة بالرئيس قيس سعيد.

هل ستبقى محكومة بالتوترات ام ان الحكمة تقتضي ترميم هذا الصدع وان كانت هناك قناعة بهذا فكيف سيتم الامر ووفق أي تصور؟

نشر هذا المقال في الجرأة الأسبوعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!