كتب محمد الرصافي المقداد:عندما يُطِلُّ رأسُ الفتنةِ الوهابيةِ على تُونسَ

بقلم: محمد الرصافي المقداد

في حين لم يقصّر التونسيون في انتخاب نواب لهم في مجلس يمثلهم، ويسهر على حظوظهم، ويجتهد في خدمتهم، بما ينهض بحاضرهم ومستقبلهم، وكانوا بناء على ذلك، ينتظرون منهم أن يضطلعوا بواجبهم، في تمثيلهم كأحسن ما يكون التّمثيل، لكنهم في بداية كل دورة أو أثناءها، يكتشفون أنهم أخطأوا في اختيار هذا الشخص أو ذاك، وسبحان من لا يخطئ، فالمظاهر المخادعة، والكلام المعسول المنمّق، وخصوصا الظهور بمظهر الدين والتقوى، أساليب توقع الكثيرين في محضور الاختيار الخاطئ، وهذا مما يقع فيه  كثير من المواطنون، نظرا لسماحتهم وحسن الظن بمن ظهرت عليه تلك العلامات.

الدورة الحالية لمجلس نواب الشعب جمعت خليطا من الشخصيات المتناقضة فكريا وعلميا وحزبيا، والأجواء التي رافقت افتتاح هذه الدورة، لم تكن لتطمئن الشعب على حسن اختياره، لعدد من الشخصيات التي لم تلتفت الى دورها في المجلس، فانبرت في مشاكسات عديدة، شاهدها مختلف افراد الشعب، متأسّفا على وقوعها، ومنّت أنفسهم بأنها سحابة صيف، ستزول بمجرد انخراط الجميع في عملهم، من أجل خدمة الشعب ومصلحة تونس، وسرعان ما هضمنا تلك الوقائع المؤسفة، وطوينا صفحتها السيئة.

 

ولكن أن يبلغ الأمر أن يظهر علينا نائبا لبس مظهرية إسلامية، وفي هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها الشعب التونسي، من حجر  صحي عام لا زال يعيشه، وضبابية رؤية بخصوص ما ستؤول اليه جائحة (الكورونا كوفيد 19)، من تداعيات وآثار سلبية على أوضاعه الاقتصادية والمعيشية، والتي بدأت تلقي بظلالها الثقيلة على المهمشين وقليلي الدّخل وسائر الذين هم داخل التعداد السكاني للبلاد شكلا، لا تربطهم بتونس سوى هذه الأرض وهذا العلم وهذه الوثائق، فقد كان من الأجدى والأنفع لبلادنا لو اهتم النوّاب بما ينفع التونسيين، ويقدم لهم الحلول التي من شأنها أن تخرجهم من أزمة المديونية الخانقة، ويراجعون سياسة التبعية لفرنسا، وعقودها التي مكنتها من استغلال مواردنا بأزهد العقود على الاطلاق.

 

نشر النائب رضا الجوادي تدوينة بصفحته على الفايسبوك جاء فيها:

 

((تحذير.. هجوم مكثّف غير مسبوق لصفحات شيعيّة مموّلة على الفايسبوك. وهذا يعني أن مرتزقة إيران في تونس مرّوا إلى خطة جديدة رمضانية لإفساد تديّننا واستكمال تخريب ما لم تقدر عليه فرنسا وأذنابها الفرنكوماسون. مع العلم أن الشيعة المرتزقة لإيران سيطروا على العراق بدعم أمريكي، وسيطروا على سوريا بدعم روسي، ويريدون السيطرة على تونس بدعم فرنسي.))

 

ويبدو من خلال ما جاد به على قرائه، أنه يمتلك معلومات مهمة، متعلقة بتحذيره الذي وصفه بالهام والخطير، والذي بموجبه نطالب السلطات المختصة بفتح تحقيق جدّي بشأنه، ودعوة هذا الفتّان للنظر في دعواه، ودوافعها التي يرى فيها من قرأها، تحريضا جديدا على فئة من الموطنين التونسيين، الذين اختاروا وتبنّوا عن قناعة تامّة، منهج أئمة أهل بيت  النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بعد دراسة واطلاع عميقين.

 

فعن أيّ صفحات وأي هجوم كتب رضا الجوادي محذرا؟ وأي تمويل رآه حتى يرمي به تهمة باطلة، وصفحات الفايسبوك في عمومها مجانية؟ وأيّ مرتزقة هؤلاء الذين نسبهم هذا الوهابي الى ايران؟ وأقول وهابيّا، لأن الذي يمتلك هذا القدر من الحقد على المسلمين الشيعة، وايران تبعا لذلك، هم الوهابية ومن جندهم أولياء الوهابية، فمن يتجرأ بوقاحته المعروفة الى نسبة الشيعة الى ايران، والسلطة المختصة تعرف جيدا، أنه اتهام لا اساس لها في الواقع، لا بد ان يتحمّل ما سينسب اليه، من انتماء وتحريض لم يغير من سلوكه، حتى بعد تقلده مسؤولية السهر على حظوظ ناخبيه.

 

للتذكير فإنّ النائب رضا الجوادي كان قد ازيح فيما مضى، من امامة مسجد اللخمي بصفاقس، في 12اكتوبر 2015، نظرا لأسلوبه التحريضي، الذي دعا وزارة الشؤون الدينية الى ضرورة تنحيته، استجابة لدعوة 80 نائبا من نواب مجلس الشعب، كانوا أمضوا على عريضة، موجّهة الى رئيس الحكومة السيد الحبيب الصيد، طالبوه فيها التسريع بعزل رضا الجوادي، من إمامته لجمعة جامع اللخمي بصفاقس، باعتباره يمثل خطرا على الأمن العام، بسبب خطابه المتطرف وفق ما تضمّنته العريضة.

 

من بين تحريضات رضا الجوادي، أنه طالب في 2017 بمحاكمة وفد برلماني مكون من: (عبد الغزيز القطي، عصام المطوسي، خميس قسيلة، مباركة عواينية، منجي الرحوي، الصحبي بن فرج و نور الدين المرابطي.)، كان زار سوريا الشقيقة، لتقصّي حقيقة ما جرى هناك من عدوان عدوان سافر عليها، وتواطئ دولي مكشوف، أوصل تلك البلاد التي كانت تنعم بالأمن والإسقرار، الى حالة من الدّمار الذي لم نشاهده من قبل الا في الحرب الكونية الثانية، ولا استبعد في أن يكون هذا الرجل ضالعا، في التحريض ضد النظام السوري، وتحريض الشباب التونسي، للالتحاق بالجماعات الإرهابية لمقاتلة النظام.

 

ايران التي تراها بقلبك الوهابي الحاقد يا نائب غفلة من انتخبك الا ان يكون وهابيّا، لم تسيطر في يوم من الأيام لا على سوريا ولا على العراق ولا على لبنان، وهذه حقيقة تعاميت عليها بحكم خلفيّتك الوهابية، العراق يحكمه نظام اختاره ممثلوه المنتخبون، والمسلمين الشيعة يمثلون اكثر 65% من سكانه، ساعدته ايران ليتحرر من غزو داعش (أهلك في الفكر الارهابي الوهابي وبلاء المسلمين اليوم مصدره هذا الفكر الهدّام)، ونجحا في القضاء على مشروع ارهابي، ساهمت أنت من بين من ساهموا في تمويله، بالمغفلين من شبابنا، الذين صدّقوا دعواتكم التحريضية بالجهاد، والتحقوا به في سوريا والعراق.

 

أما بالنسبة لسوريا، فإن ايران لم تتدخل، الا بعدما طلبت منها الدولة السورية، المساعدة على مكافحة دابة الارهاب، التي كادت أن تسقط دمشق في فترة ما، والوجود الإيراني الآن في سوريا رسميّ كما هو معلوم، من أجل المساهمة في تطهير محافظة ادلب، من رجس الارهاب الوهابي التكفيري (فكرك الذي تخفيه عن التونسيين، وتظهر فيهم هذه المدّة بمظهر المصلح وانت فتّان ولكن فاشل)، وانارة للراي العام التونسي اقول بان الشيعة في سوريا يعدون 500 الف على اقصى تقدير، يعيش اغلبهم في أرياف دمشق القصير حمص حلب وادلب، لا مطمح سياسي لهم وقفوا للدفاع عن بلادهم بعدما استهدفوا ظلما بالذبح وقطع الرؤوس، ووقف حزب الله الى جنابهم ايضا، لمنع تلك الجرائم الوهابية البشعة، فأين حقيقة ما حاولت ايهام متابعيك بخصوص التونسيين الشيعة وايران الاسلامية؟

 

ايران لو كانت تريد السيطرة على الدول العربية، كما تروّج الوهابية نيابة عن أسيادهم الامريكان والصهاينة، لمدّت يدها الى أمريكا والصهاينة، وتخلّت عن دعم القضية الفلسطينية، عندها سترى يا اعمى البصيرة كيف ستكون مكانة إيران، وما علاقة الشاه وتاريخه ببعيد عن التصوّر، ايران تقاوم العقوبات المشددة بسبب فلسطين، ومشروع الامام الخميني من أجل تحريرها، وتدفع من موارد شعبها وقوته فداء للقضية العادلة، ومع ذلك تقابل من طرف أحمرة بشرية تظهر علينا لتنهق بما لا وجود له الا في مخيّلة العقول الوهابية المتخلفة

قال تعالى :”والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا.”

 

مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن مواقف الموقع .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!