أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها سنة 1966 إلى سنة 2019 : السينما التونسية تتربع على عرش أكبر تتويج للمهرجان في تسع دورات

اعتلت السينما التونسية منصة التوييج بالذهب في تسع دورات لأيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها سنة 1966، وقد كان أول حصاد للفن السابع التونسي بالجائزة الكبرى للمهرجان، التانيت الذهبي الذي يمنح لأفضل عمل روائي طويل، سنة 1976 حيث كان الناصر القطاري أوّل المخرجين الذين منحوا تونس هذه الجائزة من خلال فيلمه “السفراء”.
ويتطرّق القطاري في هذا العمل إلى ظاهرة الميز العنصري التي يتعرّض إليها العمال الأفارقة والعرب في أوروبا. ثمّ توجت تونس مجدّدا بالتانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الطويلة سنة 1980، بشريط “عزيزة” لعبد اللطيف بن عمار، أي بعد دورة واحدة من أوّل جائزة حصدتها في هذه التظاهرة، باعتبار أنها كانت تقام مرّة كلّ سنتين إلى حدود سنة 2014، حيث أصبحت سنوية بداية من ذلك التاريخ.
وبعد دورتين متتاليتيْن، عادت السينما التونسية عبر المخرج النوري بوزيد لتتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان، وذلك سنة 1986، من خلال فيلم “ريح السد”. ولم يمض على هذا التتويج سوى دورة واحدة، حتى جدّدت السينما التونسية المصافحة للتانيت الذهبي سنة 1990، حيث أُسند لفيلم “عصفور السطح” للمخرج فريد بوغدير، وهو أول عمل روائي طويل له.
ودخلت السينما التونسية التاريخ سنة 1994، بعد أن حازت المخرجة مفيدة التلاتلي جائزة التانيت الذهبي بفيلمها “صمت القصور، لتكون بذلك أول مخرجة في العالم العربي وإفريقيا تتوّج بهذه الجائزة، منذ تأسيس أيام قرطاج السينمائية. وغابت الجائزة الأولى للمهرجان عن تونس في دورات 1998 و2000 و2004، لتتجدّد مصافحة المخرج النوري بوزيد مع هذه الجائزة للمرة الثانية سنة 2006، من خلال فيلمه “آخر فيلم”، وهي الجائزة السادسة في تاريخ السينما التونسية مع أيام قرطاج السينمائية.
وانتظرت السينما التونسية 10 سنوات، ليتحقق الحلم مع الفيلم الوثائقي الطويل “زينب تكره الثلج” للمخرجة كوثر بن هنية سنة 2016، ويعد هذا التتويج النسائي الثاني الذي فتحت أبوابه المخرجة مفيدة التلاتلي بفيلمها “صمت القصور” سنة 1994، وأهدت المخرجة كوثر بن هنية التألق الثالث للإخراج السينمائي النسائي التونسي والتتويج التاسع للسينما التونسية، بعد حصولها على جائزة التانيت الذهبي عن فيلمها “نورا تحلم” في دورة 2019 للأيام.
ولئن تقرر تغييب المسابقة الرسمية في الدورة الحالية لأيام قرطاج السينمائية التي انطلقت يوم 18 ديسمبر الجاري، وذلك بسبب الوضع الصحي العالمي جراء فيروس كورونا، إلا أن هذه الدورة التي تقام في ظروف استثنائية ستحتفي بذاكرة المهرجان من خلال تقديم 34 فيما طويلا وحوالي 66 فيلما قصيرا، تم عرضها في أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها إلى غاية سنة 2019.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!