كواليس السياسة: النهضة تمارس على الفخفاخ نفس الضغوط التي مارستها على الجملي … مع رفض لأي تقارب مع رئيس الجمهورية

مازال السؤال الذي يؤرق الكثيرين ولم يجدوا لها جوابا هو : لماذا تستميت النهضة في الدفاع عن قلب تونس وتصر على اشراكه في الحكومة؟
هذا التوجه من النهضة لا علاقة له بتقارب مع حزب القروي او قناعة كونه حزب”نظيف” او وطني فكل هذا لا تطرحه قيادات الحركة وخاصة الغنوشي والمحسوبين عليه.
لنفهم هذا علينا ان نفهم طبيعة ما يحصل في المفاوضات اليوم مع رئيس الحكومة الياس الفخفاخ فيمكن أن نقول بمنتهى الوضوح انه بدأ يتعرض لنفس الضغوط التي تعرض لها الحبيب الجملي من قبل وكلما استجاب لبعضها ازدادت واضيفت شروط جديدة.
بالنسبة للجملي فقد وقع في خطأ كبير وهو انه تصور كون النهضة ستكون منقذته وهي بطاقته للعبور لكنها لم تنجح في ذلك او ربما شق فيها لم تكن له رغبة في ان يمر وتمر حكومته.

اليوم السيناريو نفسه يتكرر مع الفخفاخ لكن بطريقة جديدة عنوانها رفع سقف المطالب وتقديم ما لا يمكنه ان يستجيب له حتى تضمن موافقته على شروط اقل وهي الهدف الحقيقي.

وطرح قلب تونس كشريك في الحكومة هو مقترح تدرك النهضة انه لن يحصل ولن يقبل به الفخفاخ لذلك هي تصر عليه فإما يضطر للقبول في النهاية وتضمن تحالفا مع شريك تسيطر معه على الحكومة ورئيسها ويصبح تحت رحمتها او يرفض فتكون كتلتها هي التي تحدد مصير مروره في مجلس نواب الشعب وبقائه بعد ذلك .

من هنا فإنها ستفرض من ترشحهم لتقلد الحقائب الوزارية المهمة.

الامر الثاني الذي يعكر صفو العلاقة بين النهضة والفخفاخ هو هذا التقارب بينه وبين رئيس الجمهورية وهي امر لا تستسيغه وترى انه ليس في صالحها وقد يعطيه شرعية شعبية تفوق شرعيتها بالتالي فهي تريد رئيس حكومة معها لا مع قيس سعيد.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!