6 شركات دولية تقدمت لإنجازه / ميناء المياه العميقة بالنفيضة: مشروع عملاق سيوفر 20 ألف موطن شغل وسيستقبل السفن التجارية العملاقة

الجرأة نيوز/ تونس

رغم ان سنوات مرت على برمجة مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة الا انه لم ير النور وبقي معطلا رغم ان الدراسات اثبتت جدواه خاصة من ناحية القدرة على استقبال السفن التجارية العملاقة وتوفير مواطن شغل بالآلاف.

لفهم طبيعة هذا المشروع واهميته لا بد من مقارمنته  مقارنته بميناء رادس والذي يعتبر اكبر وأهم ميناء في البلاد لكنه رغم ذلك لا يستطيع استقبال الا 2500 حاوية ما يعني ان البواخر القادمة تضطر للبقاء خارج الميناء اي في المياه الإقليمية منتظرة دورها حتى توفر مكان للرسو وافراغ حمولتها.

هذا الوضع له تبعات تتمثل التكلفة المادية الكبيرة والتي  تقدر سنويا ب300 مليون دينار.

اضافة الى هذه المشكلة فان ميناء رادس غير قادر على استقبال سفن الشحن العملاقة والتي تتطلب مياه عميقة في مقابل هذا فان ميناء النفيضة عند إنجازه سيكون بعمق بين 17 و 18 مترا ما يعني قدرة على استقبال كل أنواع السفن التجارية اضافة الى مساحات شاسعة داخل الميناء ستخصص لافراغ وترصيف الحاويات.

من الناحية العملية فان ميناء النفيضة سيوفر مصاريف بنسبة تتراوح بين 15و20بالمائة خاصة من ناحية استقبال السفن التجارية العملاقة وتقليص مدة الإنتظار بعشرة ايام وحتى أكثر.

 

نجاعة كبيرة

مجسم لميناء النفيضة للمياه العميقة

 

في خصوص المردود الاقتصادي لميناء النفيضة فانه  لن يقف هنا بل يمتد لإحياء المناطق المجاورة للنفيضة خاصة ولايات الوسط القريبة منه اضافة الى قدرته على توفير آلاف فرص الشغل تتراوح بين 20و30 الفا منها 3000ستكون مباشرة وفي علاقة بالميناء.

 

لكن اهم سبب لتعطيل مشروع ميناء النفيضة رغم اليقين بمردوديته الكبرى وضمان نجاعته اقتصاديا وايضا اجتماعيا هو مشكلة توفير التمويل لكن هذا المشكل مرتبط أيضا بغياب شجاعة سياسية لاتخاذ القرار فلو أنجز المشروع في المدة التي حددت له لكان غطى نفقته ومصاريفه حاليا ودخل في مرحلة الربح وتوفير الموارد والعملة الصعبة.

فوفق خبراء فان تكلفة هذا المشروع ستصل إلى 1،2مليار دينار ورغم اليقين كونه مبلغا ليس بالهين إلا أن توفيره ليس مستحيلا على الدولة .

في السابق كان الحديث عن  عزوف المستثمرين الأجانب  وهو سبب غير مقنع لان الخطأ أساسا  هو فشل في التسويق لهذا المشروع وتوضيح نجاعته لكن الأدهى من ذلك كله هو البيروقراطية المقيتة التي تعطل كل المشاريع.

عمليا وحتى نظريا فان ميناء النفيضة فيه كل الخصائص والمميزات التي يمكن ان تجعله في مستوى ميناء ذا صيت دولي خاصة بسبب قربه من أوروبا وخصائصه الجغرافية المناخية ومن ناحية التضاريس التي تجعل منه أكثر ملاءمة من ميناء طنجة المغربي والذي انشئ منذ سنوات لنفس الهدف الذي ىرمج له ميناء النفيضة.

حاليا تحرك المشروع ودخلت 6 شركات دولية على الخط لتقدم عروضها لانجازه  لكن السؤال : هل فعلا حسم الامر بخصوص انجاز ميناء النفيضة ام ستظهر مشاكل وتوقفه مرة أخرى.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!