قراءة موضوعية بعد عدم مرور حكومة الجملي: أخطاء النهضة وأخطاء خصومها

بعد الهرج والمرج الكثير الذي سمعناه اليوم في مجلس نواب الشعب في جلسة منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي  وصبرنا عليه صبر ايوب لا بد من وقفة تأمل موضوعية عما حصل لان الامر ليس عاديا فسقوط حكومة لان السلطة التشريعية رفضتها لا يحصل الا في اعتى الديمقراطيات بل حتى فيها فان حصول ذلك نادر.

نقول ان حصول ذلك نادر لان الدخول الى المجلس لنيل الثقة لا بد ان تسبقه ترتيبات وتفاهمات واتفاقات وحتى صفقات والاكيد هنا ان هناك خلل ما حصل ادى لتعطل دواليب البلاد لشهرين ثم نعود من جديد وكان شيئا لم يحصل.

هنا لا بد من رصد المواقف ونبدأ هنا من النهضة.

النهضة نظريا هي الحزب الفائز في الانتخابات لكن فوزها كان نسبيا ما يعني انها بقيت رهينة عدد نواب كتلتها الضعيف أي انها لا تستطيع تكوين حكومة بمفردها او مع كتلة اخرى فقط .

هذا الامر لم تتعامل معه الحركة بموضوعية وعقلانية بل اصرت على اعتبار نفسها الفائز وقد كان بالامكان تكليف شخصية مستقلة واضحة أي شخصية وطنية وكسب كونها في مكانة الحزب الفائز.

 

هذا المعطى انمحى حاليا وفقدت هذه الاسبقية وفقدانه له اسبابه منه ان النهضة لم تتعلم كيف تخرج من شرنقتها وتحسن التواصل مع الخصوم قبل الاعداء.

الصفقة التي عقدت قبل الانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية مع نبيل القروي ولا ندري من عقدها اكانت النهضة ام يوسف الشاهد هي التي وضعت النهضة في هذه الحالة والوضعية فالنتائج هنا تعود بنا الى البدايات.

الخطأ الثاني للنهضة هي انها لك تكن براغماتية بالمعنى السياسي للكملة ولم تستطع الاصرار على سيناريو حكومة الثورة وفشلت فيه في حين انه مهما كانت التنازلات حينها فلن تكون الخسائر بمقدار ما حصل اليوم.

ناتي للخصوم واولهم التيار : بالنسبة للتيار الديمقراطي فقد اخطأ كثيرا ليس لانه لم يقبل بحكومة مع النهضة بل لانه جعل نفسه سببا فيما حصل وأظهر نفسه في صورة الحزب الذي لا يشغله الا نيل السلطة والوزارات السيادية وخاصة الداخلية وهذا الامر اثر وسيؤثر اكثر على شعبيته ولو حصلت انتخابات مبكرة فانها ستكون غير مريحة بالنسبة له.

بالنسبة لقلب تونس فهو حزب لن يربح كثيرا من حكومة الرئيس فرغم ان الرئيس مجبر على التواصل معه لاختيار شخصية لتشكل الحكومة الا ان مشاركته فيها على الاغلب لن تكون مطروحة اضافة الى ان شخصية مستقلة تماما ستفقد رئيسه نبيل القروي كل هوامش الاتفاقات حول القضايا المتعلقة به  بمعنى آخر فهو لن يجد يوسف الشاهد آخر ليتفق معه في آخر لحظة.

محمد عبد المؤمن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!